إن العالم عاش مرحلة كبيرة من الصراع والاقتتال وكان آخرها الحرب العالمية الثانية، والحروب الأميركية الأميركية، والأميركية مع غيرها، والهندية الباكستانية، وآخرها حروب الإرهاب الأميركية الوهمية، ورأى عقلاء العالم بأنه لا بد من استبدال حل المشكلات بالحروب إلى حلها بالحوار، لأن ثقافة الحوار ثقافة راقية وأسلوب رائع لحل قضايا ومشاكل المجتمعات، وبمنهجية تشاركية، وهي لغة القرآن ولغة العقلاء الوحيدة التي تنتج حلولاً تكفل التراضي بين الأطراف ولا تمدد المشكلات مثل ما تعمل حلول الحروب تولد حروباً ومشكلات مستمرة..
وثقافة الحوار هي العمود الفقري لحياة معتدلة تصان فيها الحقوق والحريات لكل الأطراف في القرن الواحد والعشرين، ومؤتمر الحوار الوطني في اليمن مثل هذا التوجه وهو بادرة جديدة وحديثة ورائعة مثلت كل مستويات الأجيال اليمنية وبدون وصاية أي طرف على الأطراف، واليمنيون يؤملون على مخرجاته ويتطلعون إلى الضمانات الكفيلة بتطبيق هذه المخرجات، إن المطلوب من كل اليمنيين عموماً ومن القوى السياسية, خصوصاً بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني التعاون والتكامل والتواصي بالحق والتواصي بالصبر على إيجاد آلية قوية لضمان تنفيذ مخرجات الحوار بآلية محكمة تمثل دليلاً على إقامة الدولة المدنية الحديثة.. والله الموفق
محمد سيف عبدالله
من مظاهر التعقل والنضج الفكري والسياسي 1289