انتخب الشعب رئيساً له فضهر رأس الرئيس الجديد بجثة النظام السابق هي المتحكمة والمتسلطة والقامعة والضاربة بيد من حديد في الكثير من أجهزة السلطة, لم نلامس التغيير بعد .. نلوك أهات تلو الآهات .. إلى بعد الحوار، طفح صبرنا بل بلغ السيل الزبى!! السياسيون الردكاليون الذين نتبعهم يقولو لنا الصبر الصبر بعد الحوار .. الرئيس يقول بعد ( الحوار)  ومنهم من يقول بعد (الجوار) نحن في سفينة يقود دفتها الرئيس الحالي ( هادي ) بأدوات نظام متهالكة عفى عليها الزمن، أدوات استخدمها النظام السابق كثيراً والجديد فيها أنها تُرقع بآلات مؤقتة تتعطل عندما يجد المتحكمون بمصير اليمن ربان السفينة (هادي) بدأ يتوازن ويتحدى العواصف بشراع( المبادرة) هو يضن أنه يتحمل الصدمات والأمواج (الدامية) ونحن هكذا نظن لأن ما نشاهده غيمة سوداء لا ينبعث منها الضوء، تسير نحو مصير مجهول يقوده أيضاً مجهول !.

ما بعد الحوار هو ما قبله أشبه بحرب باردة تسخن بين قوتين تتصارع على البقاء في حلبة صراع مفرغ منها مصلحة الوطن.. ما بعد الحوار تسخن هذه القوى في لجنة صياغة الدستور وستسخن أكثر في لجنة الأقاليم نحن لن نخرج من دوامة تقودها قوى إقليمية ودولية بطريقة حرب جديدة ولا خروج من الدائرة إلى دائرة أخرى إلا بعد عناء طويل.

 ولا يخفى على أحد أن الوصاية الدولية تستخدم شعرة معاوية وقارئة الفنجان الخليجية! ولها غرفة عمليات متنقله بين مختلف الدول الراعية لتتحكم بمصير اليمن الفقير اليوم، ذو الموقع الاستراتيجي الهام، هناك تدخلات في صلاحيات رئيس لم يعد قادراً على التحمل غير عام فقط وهو على هرم دوله بعكازين، ووثيقة ضمانات بدون ضمين محلي, فزاد من الطين بلة بقاء مجلس النواب "التقليدي" الغير شرعي هو من يشرعن مخرجات الحوار "التقدمية", وحكومة يقودها الرجل المريض (با سندوه)..

الشعب يترقب ماذا بعد الحوار يا هادي؟ وأنتم لم تكشفون بعد عن الغطاء المستور عن القاتل أمام الراي العام تقدمه للمحكمة ليرتاح شعبك من عناء الكابوس اليومي ولكن ما بعد الحوار سيظهر القاتل بعبوة جديده! يا هادي رفضت التغيير قبل الحوار وقلت حكومة وفاق وحوار لا تريد أن تستبعد أي فاسد لأنه ينتمي إلى النظام السابق لأننا نتحاور ولا (عودة) للخلف فجعلتهم طيلة سنتين يخلسون الشعب ويمتصون دمه .

بعد الحوار يا هادي تريد أن تبتعد عن شعبك وتشغله بالأقاليم ولجنة صياغة الدستور، وتبخل على شعبك الذي أعطاك صوته بالتغيير الحقيقي . رحم الله الشهيد إبراهيم الحمدي عندما وصل للحكم وبدأ بتنفيذ الخطة الخمسية وهدد الفاسدين بالفصل من أماكن عملهم، فكان أمره كحد السيف فالتزم الفاسد وتحسن سلوكه إلى الأفضل في قترة وجيزة ـ لأن هناك قائد يحب الوطن فأصدر قرارات وطنية فأحبه شعبه وآزره ..

اليوم يا هادي لا ننتظر إلى ما بعد لجنة صياغة الدستور أو لجنة الأقاليم أو اللجنة العسكرية الفاشلة أو الحكومة الوفاقية الفاسدة سلفاً، نريد الوطن ينعم بخير ورخاء واستقرار وسكينه، نريد دولة خالية من الفساد والمفسدين، نريد دولة فيها الأمن والأمان قوية تفرض هيبتها على كل شبر في الوطن وتحافظ على كل شبر في أراضيها وتكون ذات سياده ترفض أي تدخل خارجي بشؤنها وتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه تغليب مصلحته على مصلحه الوطن.

يا هادي سيتمرد الشعب بأكمله يوماً إذا لم يجد اليوم مخرجات الحوار تلامسه وتخرجه من أزماته، وإذا تماديت ببقاء الفساد والمفسدين وتثبيت أقدام التغيير بسندان حكومة الصراع والوفاق المتأزم والمبادرة وآلياتها التي لم تعد مزمنة, وأنت تعلم أن انتهاء الحوار والمتحاورون يقرؤون الفاتحة على دم سفك بوحشية لأحد أبناء الوطن الأبرياء بمعنى أنكم أزحتم ستار صراع جديد لتبدا فصول مسرحية تراجيدية جديدة وطويلة.. الله يخارج اليمن من أهل الفتن.