ديكتاتور جديد في الطريق

انتشار احتفالات ورقص وزغاريد أمام مراكز الاقتراع أثناء الاستفتاء ودعوة القنوات لبثها والقول أن عدد المستفتيين بلغ 21 مليون ناخب بزيادة عن استفتاء 2012م الذي شاركت فيه كل القوى السياسية وأتيحت كل المنابر للجميع بفارق 4 مليون صوت وأن 95% قالوا نعم كلها تأكيدات على فبركة الاستفتاء وعلى غباء لا يوصف لهذه القيادة وأنهم لم يعوا دروس التاريخ التي أسقطت حكام ال95 و99% ولم تفكر بأن مجرد إقرار الترشيح خارج الموطن الانتخابي يمكن أن يجعل ثكنات الجيش مرجح لأي استفتاء أو انتخابات قادمة اللهم سيخسر تكاليف النقل وأخيراً تفويض المؤسسة العسكرية للسيسي في زمن العالم كله مجمع على أبعاد العسكر عن الحكم وتبقى من سيناريو صناعة الديكتاتور الجديد الفوز برئاسة وبنسبة 99,9 % بس أنا مرتاح من حاجة واحدة هو اختفاء حمدين صباحي الذي قال للرئيس المنتخب والفائز بالصناديق تنازل لي بالرئاسة وشكله وعدوة الانقلابين إبان مسرحية التفويض أنه سيكون المرشح القادم بس هو الوحيد اليوم وإلى الأن ما سمعنا له صوت فمصر القوية قالت سترشح أبو الفتوح وسامي عنان الفريق السابق بالجيش قال سيرشح نفسة إلا الرئيس الموعود لا صوت له شكله حصل عين حمراء وهذه حاجة طبيعية لأن العسكر لا يقدرون من يتأمر معهم أبداً أو يساهم في انقلاب على الشعب لكن يبدوا أن صباحي لم يعي درس التاريخ جيداً وهو يحصد نتيجة فعلته وكانت قبله حركة 6 أبريل والكثير من الناشطين وقيادات ثورة 25 يناير الذين صدقوا شيطنة العسكر ومن تحالف معهم من دول الخليج للإخوان وتصويرهم على أنهم جماعة إقصائية وديكتاتورية ولن تنتهي مصر عند هذا الحد بل ستنتهي الحياة المدنية بكل أشكالها.

2- دماج شاهد جديد.

التهجير القسري للبشر جريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم لكن ما حدث في دماج ليس جريمة فقط لكنه كان شاهداً على سوء إدارة السعودية وحلفائها لملفات المنطقة وشاهد على سريان تنفيذ اتفاق جنيف بين إيران والقوى الغربية وشاهد على ارتهان البعض لدعم الأخرين ويكون يقهرهم من أجل مصالحه وتهجير دماج وقبله الحصار والحرب شاهديَن على تعاطي الإصلاح المسؤول والمبدئ مع القضايا وترفعه عن الخلافات ورفضه كل أنواع الإقصاء الطائفي والمناطقي لأياً كان

3- الفلوجة واليمن.

القربي قال في حوار صحفي أن هناك قوى خارجية تدفع باتجاه حرب مذهبية في اليمن وصدق وليس بعيد مننا أن هناك من دفع بالمالكي لحرب مذهبية ولكن نقولها الفلوجة ستكون الدرس القاسي الذي لم يكون في حسبان القوى الغربية والشيعية بإذن الله وسيدفع ثمنها وثمن الضحايا منذ تولية الحكم إلى اليوم.

المهم هنا أن تعي الشعوب أن القوى العالمية تريد أن تفرقنا وتستفرد بنا واحداً واحد وأن واجبنا اليوم في اليمن وفي تونس وفي العراق وفي سوريا وليبيا أن نلتف جميعاً يداً واحدة ونغلّب المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة لمواجهة التآمر الخارجي الذي سيقودنا إن ظلت أوضاعنا على حالها إلى "سايكس بيكو جديدة" وستلتهم كل ما نملك من ثروة بل تصادر مستقبلنا ومستقبل أجيالنا من أجل أن ترسم السعادة على وجوه أبنائها وأحفادهم.