نجح رغم كل المعوقات التي اعترضت طريقه, واكتنفت مشواره التغييري, مضى باقتدار الحكيم وصبر الشجاع وخوف التائه ونظرة القائد المتطلعة إلى الوصول وتخطي كل المعوقات دون الالتفات إلى الخلف.
انطلق في وضع كانت تملؤه لغة العنف والسلاح, و ساد فيه أسلوب المناكفات والمماحكات, وبداء في البحث عن الحلول التي تعمل على معالجة الأمراض والمشاكل المتراكمة التي أوصلت البلاد إلى حالة من الانحطاط الأخلاقي و الاقتصادي والاجتماعي, انتشرت فيها لغة الفساد والظلم والقهر, وزُرعت الشقاق والتنافر و التناحر بين أبناء الشعب الواحد.
عمل في خلال عشرة أشهر مضت على فكفكة وضع امتاز بتعقيدات وصراعات الماضي السياسة والعنصرية والمناطقية والقبلية العسكرية والمذهبية, ووضع كان متخم بالفساد بكثرة أدواته, و روائح المداهنات والمجاملات والمحسوبيات والامتيازات الحزبية والقبلية العسكرية المعفنة.
تحركت عجلته في مدة محددة, تبين من خلالها كل العيوب التي أدت إلى إعطاب الحركة الاقتصادية والسياسية والتنموية والتعليمية ,ووضع ألآلية التي تعمل على إصلاح كل هذه العيوب .
دارت فيه نقاشات وجدالات, أتسمت بعضها بالاتهامات والمناكفات, كان الاختلاف والاتفاق أحد مميزاته التي خلقت منه تجربة فريدة ستكون نموذجاً يحتذى به, الكل أدلى بدلوه, وُضعت كل الأفكار على طاولة مستديرة, ثم درست ثم عدلت ثم اُختلف في البعض منها واُتفق على البعض الأخر, الجميع تحدث بحرية مطلقة, حتى وصلوا إلى الحلول التي ارتضت بها كل الأطراف .
أدرك الجميع حجم الكارثة التي ستؤدي في حال أنهم غلبوا مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن, فالتفوا وتآلفوا وتركوا كل مصالحهم الشخصية والتفتوا إلى المصلحة الوطنية.
وصلوا باقتدار إلى رسم ملامح وطن جديد, بعيداً عن الماضي بكل سلبياته, اكملوا كل التصاميم و المخططات التي سيبنى من خلالها اليمن الجديد, الذي نتعايش فيه وطن للجميع, لنا حقوقنا وعليه حمايتها وعلينا واجباتنا وعلينا تنفيذها, يستطيع حميتنا من غدر وحوش الأدغال المجاورة لنا التي تسعى إلى الفتك بالجسد اليمني .
وسيبقى الدور الأهم في هذه الحركة التغييرية والذي يستدعي تكاتف وتعاون الجميع وبالأخص في هذه المرحلة المهمة التي تؤسس أركان وقواعد بناء الدولة, وتضع مداميه العدل والحرية والمساواة ,في وطن عانى طوال هذه الفترة من التغيب والتجهيل المتعمد وكذلك الصراعات السياسية التي عصفت به إلى هاوية الفقر والموت.
نشوان العمراني
النموذج الفريد 1407