إنني أزعم أنه كلما تأخر الحسم العسكري للترسانة المسلحة للحوثي كلما صعبت المهمة يوماً بعد أخر وأدلل على ذلك بحقائق الأيام على مدار السنين.
الحوثي يدخل كل معترك سياسي ويخرج منه بأوفر الحظوظ وابرزها الحفاظ على الترسانة العسكرية مقابل بقائه في ذلك المعارك .
تحالف الحوثي ولو في الظاهر مع قوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية فبرير الثوار له قتل اليمنين طوال ستة حروب تحت لافتة المظلومية والدفاع عن النفس .
وهنا لابد أن أعترف أننا كنا أغبياء جداً حين سمحنا له ركوب ثورتنا وأبرر ذلك أننا كنا تحت وطئة عنفوان الشعور الثوري .
ومع الأيام خرجنا من الساحات صفر اليدين وبقى الحوثي يخصف على جرائمه ورق الثورة .
وافق الحوثي على دخول مؤتمر الحوار رغم عدم امتلاكه لأي مشروع سياسي واضح المعالم وكانت فاتورة هذه الموافقة أن رفعت صور الهالك/ حسين الحوثي في كبريات لافتات العاصمة متحولاً من متمرد يرفع شعاره على استحياء إلى زعيم يقتدى به .
أدرك الحوثي تأثير المملكة السعودية في الداخل اليمني عبر أذيالها الكثيرة فسوى معها العلاقة بل وصل إلى مرحلة التحالف وكانت النتيجة أن استلم المواقع دون قتال ووصل إليه الاعتماد الشهري .
ونحن بصدد هذه التحالفات لابد أن نذكر تحالفه مع النظام المخلوع فشق الصف الثوري الواحد وكانت النتيجة ضمان ولاء رعاع المؤتمر ووصول أرتال الدبابات والصواريخ والسلاح الثقيل والخفيف والمتوسط وهنا لابد من ذكر وشكر شرفاء المؤتمر الذين رفضوا المتاجرة باسمهم.
كان التحالف الأغرب حين أدرك الرغبة الأمريكية في تفكيك المدارس السلفية ضمن مشروع تجفيف منابع ما يسمونه الإرهاب فسارع بتقديم نفسه خادماً مطيعاً لتنفيذ هذه المهمة فبدأ بمهاجمة دماج كإثبات لحسن النوايا وعند عجزه عن تنفيذ المهمة التي تخيل أنها سهله رغم التسهيلات قررت الدول الكبرى دك دماج بالطيران فسارع الرئيس هادي لإبلاغ الشيخ الحجوري الذي سارع بدروره بالخروج من المنطقة بالنفس وما تيسر من المتاع وهنا أتساءل أين تلك الصرخة التي صمت بها آذان اليمنيين والتي تصرخ الموت لأمريكا؟
إن هذه التحالفات تصب في مجرى واحد وهو العودة لما قبل 26سبتمبر /1962م العودة لمرحلة الركوع للركب وتقبيل الأيادي والأقدام .
لذا إن استمرار تنامي الحوثي كقوة مسلحة هو عبارة عن ورم خبيث ينبغي أن يستأصل لأنه يتمدد مع الأيام مستغلاً الوضع الاستثنائي الراهن مالم سنجد أنفسنا يوماً ما إما مهجرين أو راكعين تحت أقدام هؤلاء الهمج.
سامي شاكر الحميدي
الحوثي ...الوطن على مقصلة التحالفات 1232