الدبابة التي قصفت بكتل النار مخيم عزاء الشهيد فهمي في سناح محافظة "الضالع" بتلك الوحشية والقسوة التي تعكس حقيقة من خطط وأمر ونفذ تلك المذبحة فأشلاء الأبرياء تناثرت واختلط الدم بساحة العزاء لشيوخ وشباب وأطفال ونساء (21) شهيداً وأكثر من ثلاثين جريحاً ولعل مشهد ذلك الطفل الذي ذبح وهو يجلس بحضن والده أشد ما في صورة المأساة التي تنخلع لها القلوب حزناً وقهراً فالجريمة النكراء استهدفت قتل الأبرياء العزل في مناسبة حزن وإرادة شعب وآخر ما تبقى للوحدة من نفس في الرمق الأخير نعلم بيقين تام.
إن المدعو ضبعان مدان كسفاح ارتكب جرائم يندى لها الجبين في قتل وحرق شباب تعز كما لو أنه كان يقوم بحرق أسراب من الجراد, وعلى هذه الخلفية الملطخة بالدماء والعار تم اختياره بعناية للضالع لقيادة اللواء(33) حرس جمهوري ومنذ يومه الأول باشر مهمته المرسومة, سفك الدماء وقتل الأبرياء بدم بارد والشيء الثابت أن هذا المتّهم ينتمي صراحة بغير أي لبس لشرعية (7/7) وهو أراد تفجير الوضع لتتحقق الأمنية الحلم الحرب الأهلية من طاقة إلى طاقة بديلاً عن لغة الحوار والنضال السلمي التي عجزت شرعيته عن امتلاك الحجة الصائبة فيه والشيء المؤسف له أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لم تسعفه نباهته وحكمة مساعديه لتقدير خطورة ما حصل وما ترمي إليه محرقة العزاء وتشكيل لجنة رئاسية لا يمكن بأي حال أن تأتي بحقائق أكثر مما عبرت عنه مشاهد وصور المذبحة فأقل ما توقعه الناس ونفترض أهالي الضحايا أن يتم العزل الفوري والزج بالقتلة المجرمين إلى خلف القضبان القيادة العسكرية ليكونوا عبرة لمن اعتبر فالجريمة ماهي إلا فعل(القصف) والنتيجة (القتلى والجرحى) وبذلك يكون الرئيس/ هادي اخلى مسؤوليته الوطنية والإنسانية عن ذبح مواطنيه وبرأ ذمته أمام الله والتاريخ من جريمة الإبادة الجماعية في لحظة إنسانية يؤدون فيها واجب العزاء لشهيد لقي حتفه برصاص العسكر.
فالعدوانية المفرطة أسبابها ودوافعها واضحة ومفهومة لدى الناس فالجريمة لا تنتمي إلى الإنسانية وشرعية 21 فبراير بشيء إلا إذا أراد هادي أن يلصق هذا الخزي والعار لعهده و هذا الذي لم نستطع فهمه, وما ضاعف مرارة الحزن ذلك الاعتذار الخجول والرواية الرسمية التي برّرت الحادثة بسخافة لا توصف (العسكر أطلقوا النار بدون أوامر عسكرية) وهي طريقة تحاكي بشكل أو بآخر طيارة بدون طيار, وهو عذر أقبح من الذنب ذاته !! ويا ترى من الذي أمر بإخراج الدبابات والمدرعات والأطقم بكثافة من ثكناتها العسكرية في اللواء إلى منطقة سناح؟ حقيقة لا يستطيع الإنسان أن يتصور وجود بشر فيه ذرة من ضمير يمكن أن يسعى لتبرير عمل بربري كالذي أفصحت عنه الصور أكثر مما تصفه الألسن.
باختصار هي جريمة إنسانية وسياسية آمِرها ومدَبّرها لا يملك أكثر من قلب ميت! ورغم الألم الفادح سيكون الثمن باهظاً وموجعاً للقتلة ومنصفاً وعادلاً للشهداء ولقضيتهم العادلة.
ختاماً نسأل علما اليمن وفي المقدمة الشيخ/ عبد المجيد الزنداني, ألاّ تستحق مذبحة عزاء الضالع الإدانة منكم ؟أم أنكم لا تريدون تجاوز الفتوى الشهيرة؟ وحدكم من يستطيع الإجابة على هذا, الرحمة والمغفرة للشهداء والخزي والعار للقتلة المجرمين .
مقبل سعيد شعفل
مذبحة عزاء الضالع جريمة ضد الإنسانية 1379