;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

الأوطان في ظل خطاب الحاكم العربي 2155

2014-01-26 16:04:19


الخطـاب السياسي بكل تصنيفاته الارتجالية أو الكتابية عـادة تقليدية جُبل عليها الحـاكم العربي وتوارثهـا سُخفـاً عن قُبـح وأصبحت صفة ملازمة لمراحل تكوينه السيـــاسي في التعامل مع الأحداث وغالباً ما يكون حطاب الحاكم العربي جاهزاً بقالب سحري لدغدغت مشاعر المواطن العربي العـادي وإيهـامه بالنجاحات التي حققهـا هذا الحاكم في مجالات البناء والاستقرار والاستعداد لمراحل جديدة يكون فيها المواطن متمتع بالأمن والاستقرار والوطن قد تجاوز محطات الأزمات وأن الأمور ستكون بأفضل حــال مما كان عليه سابقة ومن خلال إدراك الحاكم العربي بنضوب الوعي لدى الغالبية من أبناء الوطن الذي يحكمه يعمد دوماً لامتطـى صهوة الخطـابات معتبراً إياها الوسيلة التي تحقق غاية الكـذب على المواطن العادي وتصف المثقـف المدرك لهشـاشة الوضع والمخـاطر التي تحيـق بالوطن بعدت صفات تبدأ بالخيانة وتنتهـى بصاحب " النظـارة السوداء والشخص الذي لا يعجبـه العجب ولا الصيام عن نقــد الخُطب . أقول هنا للحقيقة أن خطاب الحاكم العربي وسيلة قـذرة كمـا هي السياسة فهي إما خطابات تحمل الوعد والوعيــد لأصحاب الفكـر والوعي واستغباء العامة من الناس بالكلمات الرنانة المصحوبة تارة بالتشنج وأُخرى بدموع الغبــاء فالحاكم العربي دوماً ما تكون مشاريعه الوهمية وتفسيراته للأحداث والأزمات معتمدة على الخطاب الكرتوني على عكس ما نراه ونلمسه في الحكام الغربيون ذات النُدرة في الخطاب فمن مشاهدة مسرحية خطابية للحاكم العربي إلى وقفــة حقيقيـة ذات مدلول للحاكم الغربي عمــوماً .. عندما يتبادر إلى ذهنك أيها المواطن العربي الحكـوم دوماً بالأوهـام البشرية أن الزعيم المُبجل, المهيب, القائد العام للكل السلطات, صاحب الجلالة والإمارة والبغالة أو من ينوب عنه بالوكالة والجهـالة سوف يُلقي خطــاب هام للشعب فأعلم أن وراء كل إنجاز يقوله إخفاق وإن كلمة تقدم في حطاب الحاكم العربي تعني تعثـر, تراجع, توقف وأن إذا سمعت الحاكم العربي أو من ينوبه سفاهة يقـول مبتسماً كلمة تحسن فهو يقصد الأسـواء ساخراً, إذا سمعته أيها المواطن العربي يعلن في خطابه تخفيضات سعرية وزيادة في دخل الفرد فالعكس يقصد هو إنما يخاطبك بحسب فهمك الذي تعود هو مخاطبتك به وأدمنت أنت على الحقيقة المتسربة من أنف خطابه المُزكم . إذا سمعت في خطاب الحـاكم العربي بأن دراسة على وشك الانتهـاء لبنــاء مشروع وطني استراتيجي فأعلم أن القصــد الانتهاء من صفقة تجارية لمشروع استثماري أُسري في لندن أو نيويورك . إذا سمعت في خطاب الحاكم العربي يحرص على راحة المواطن ويسعى إلى رفع مستواها التعليمي والثقافي والسيـاسي فصدق نفسك أنت أما الحاكم فنفسه الأمارة بالسلطة تلزمه تفعيل سياسة التجهيل واغتيال الفكر ربما تبتسم عندما تسمع الحاكم العربي في خطاب هام إلى أبنـاء الشعب " الرعية " يعتزم عدم الترشح لفترة رئاسية خامسة هنا يجب عليك أن تشرب خمس حبات " برمول " لأنه في الحقيقة ينوي إجراء تعديل دستوري يمنحه حق البقـاء مدى الحياة وأقل تقدير التوريث لأحد أفراد أسرته المروضين غربياً المستنسخين صهيو أمريكيـاً وحين يأتي الاستحقاق الانتخابي كن أيها المواطن العربي حـذراً ولا تفكـر باستبدال حذائك القديم أما إذا سمعته يدعو منتفخاً لعقد قمة عربية طارئة  لمناقشة القضية العربية الفلسطينية ودعم المُقاومة بالمال والسلاح فكن على يقين تام بأنه قد عقد لقاء مع مسؤول صهيوني في واشنطن أو عاصمة بلده بصورة مباشرة أو غير مباشرة لبدأ عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ملتزماً بمشروع الحصار ومنع الغذاء والدواء على أبنـاء الشعب الفلسطيني وتجريم عمل المُقاومة فلا تنتخـي لعنتـريته الكـرتونية وشجاعته اللفظية وكن عربي " وكثير ما سوف تسمع في خطاب الحاكم العربي " الملكي الجمهوري , الأميري الديموغلاطي حرصه على حرية الرأي العام وحق التعبيـر عنه والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة فابتسم سـاخراً إن كنت عربي وكن على حذر من أدواته البوليسية القمعية المنتشرة في كل مفاصل الحياة .. أما إذا سمعته يتحدث عن محاربة الإرهاب فأعلم أنه للإرهـاب زعيم وهو من يستورد الأحزمة الناسفة وكاتم الصوت وبدون طيــار والهايلكس المفخخة والوجيه الشيطــانية المُلثمة بهذا الخطاب الهزلي, المسرحي يُجسد الحاكم سياسته المتعفنـة ولُعبته القـذرة في تدمير وطنه الذي لا ينتمي إليه بالهوية بل بالكـرسي وبخطاب الحاكم العربي هذا يكون قد أوهم الجماهير أنه " يبني الوطن وهذه هي مهمتـه الرسمية .. وهنا أقول " الأوطـان أيها الأقـزام لا تُبنى بالخطابات كفـى ذرف الدموع أيها التمـاسيح البشرية في أوطانكم المغلوبة على أمرها النعامات خارج حدود الأوطـان .. وأقول أيضـاً كفـرت بصندوق الاقتـراع وحِبر الإبهـام وكفـرت بحق البيعة للأصنـام وأمنت بأن الحاكم العربي ولد من رحم أمرة لوط وصلب الشيطان فتمخض من الإنجاب سلطان غير شرعي الولادة. وهاكم قول الشاعر اليمني " كفـوا خطابات ملّتها مسامعنا حتى .. القواميس فرت من شكــاوينـا .. ما القول إلا سلاح العاجزين متى .. أفادنا القول أو أنهـــى قضـايانا أثق بأن الأوطان سوف تنفى خُبثهـا كالمدينة المنورة التي كانت تنفي الخُبثاء زمرة الشِرك والنفـاق فأنم الخُبث وحكوماتكم الخبائث.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد