إن الحوثين يحاولون استحضار التأريخ الماضي، الذي حكم به الأئمة اليمن باسم الحق الإلهي، والذين رسخوا تقسيم أسر اليمن طبقياً, فجعلوا أنفسهم سادة، والطبقة الثانية قضاة، والطبقة الثالثة قبائل عرب ووو إلخ، وقد ثار عليهم الشعب اليمني بثورة 26سبتمبروتخلص من هذه الهرطقة المستوردة من فارس ووقف معهم آل سعود ودعموهم ضد ثورة 26ستمبر 8سنوات وهزموا وهاهم الآن يكررون نفس الفلم ضد ثورة 11فيراير ، وقد استغل الحوثيون ثورة 11فبرائر السلمية وضعف الدولة في مرحلتها الانتقالية وينسق معهم المخلوع ، وعملوا على إعادة الأنشطة الدينية التي كانوا يضحكون بها على اليمنيين إبان حكم أجدادهم الكهنوتي ، ومن هذه الأنشطة "المولد النبوي والغدير والشعبانية وغيرها" , يضحكون بها على الجهلة والمغفلين والعاطلين، بالاعتماد على مشروعية أحاديث خرافية مكذوبة أحاديث كتبت اثناء الصراع السياسي على من له أحقية الحكم ،ومن هذه الأحاديث الخرافية حكموا أن السلطة محصورة في البطنين ، والبطنان هما أنسال الحسن والحسين من أبناء فاطمة ، ورغم أن هذه المقولات التاريخية قد تجاوزها العصر، ولم تعد تنطلي على احد ، إلا أنهم مازالوا يجمعون العقول الكهفية ،والجاهلة والشباب العاطل المعطل مادياً ومعنوياً وعقلياً ،بل بالمال وبسبب الفقر استطاعوا ان يحشدوا زنابيل من الصحفيين والكتاب من اشباه ادعياء الثقافة ،وعلى مستوى سكان القرى الجاهلة وشديدة العزلة والتخلف ،كبعض نواحي صعدة ،وبعض المناطق المجاورة لها، ليعلم اليمنيون بأن هؤلاء بكهفيتهم ومجوسية فكرهم يخالفون نصوص القرآن ،وأصول الدين ،ويخالفون العقل ،والمنطق ،والفطرة ،والواقع..
إنهم يبحثون عن مشروعية سياسية ليحكمونا كما حكمنا أجدادهم من قبل ، وللإنصاف العلمي والتاريخي بأن ظاهرة الوهابية المختزلة للإسلام في الشكليات وطاعة ولي الأمر واجبة والسمع والطاعة للمتغلب واجبة ،وظاهرة الحوثية في اليمن والشيعة في ايران وغيرها؛ هي من مظاهر الصراع السياسي الذي عمد أصحابه إلى استجلاب الدين كوطاف وغلاف ليضحكوا على جهلة المسلمين من خلال استجلاب صناعة الأحاديث التي وضعت في صدر العهد الأموي المفعم بالصراعات السياسية الباحثة عن الشرعية السياسية باسم الدين.
إن الحركة الحوثية ليست على شيء ، ومشروع الحوثية هو مشروع سياسي لا يستند إلى أي أساس ديني ، وكل ما يفعله الحوثي هو محاولة الوصول إلى السلطة على أكتاف علي بن أبي طالب ، مستغلاً ضعف وهشاشة الدولة ،والتحالف مع صالح ، وصعود الدور الإيراني في المنطقة ،وحالة الجهل والتخلف في مناطق القبائل ،التي جهلها مشاؤخها وجعلوا كل الناس عسكر مع الشيخ والآن يعاقبهم الله بالحوثية العفاشية السعودية ،ووجود الجهل الرهيب في بعض نواحي محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها والفقر عند اليمنيين ، ومع ذلك لنعلم بان ما يفعله الحوثيون اليوم يدل على سياسية قصيرة النظر وغوغاء تجعل من الحركة الحوثية حركة قتلة وبلاطجة محصورة ثقافياً وجغرافياً ومضادة لثقافة وإرادة الأغلبية الساحقة في المجتمع الصعداوى، ناهيك عن أن الشعب اليمني الذي ينظر لهذه الحركة بريبة شديدة الحساسية ، وبالتالي لاحظ لهذه الحركة مجرد ما ينتهي عفاش وزمرته ولن يكون لهم من التوسع والنجاح أي شيء ،والدليل ما فعلوه في دماج من طرد للسلفين ليدل على قمة الافلاس وقمة قبح وخبث وخساسة مشروعهم السلالي العنصري الطائفي الذي لا يرقب في تعايش اليمنيين إلَّاً ولا ذمة.
والأجدر بالحوثين أن يقفوا مع نفوسهم وقفة عقلاء ولا يكونوا مثل المخلوع و أدوات لملالي حزب الله اللبناني تقليداً كالببغاء وهذا ما شهدناه من جمعهم "الفقاعاتي" في الملعب.. إنه مطلوب منهم إن كان فيهم بقايا عقول؛ التحول إلى العمل السياسي والتحرر من هذه الهرطقة ، وأن ينبذوا السلاح والعنف ، وأن يتحولوا إلى حزب سياسي يمارس عمله في إطار الدستور والقانون، فذلك أضمن لبقائهم واستمرارهم" فأكل اللسيس في لبنان غير أكل اللسيس في اليمن "، فاليمن ليست لبنان وهم ليسوا حزب الله.. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
طموح تصور الحق الإلهي و(ببغاوية)المحاكاة لحزب الله 1435