دماج ما أحلاكِ فترفقي بفتى محب شاكي. دماج مدرسة للعلم، ومنارة للهدى, شع النور من جنباتها , عانق العلياء في سمائها, دماج بحر زاخر، وشموخ قاهر, دماج الإمام العالم مقبل الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ ميم المعالي , وقاف القلب ينبضها, والباء تقسم أنك للورى ذخر, واللام ليت الليالي الماضيات تعد فتنثني لتسمع خاشع الذكر, لكأني به الساعة يعلو صوته، وتقف قدماه ليقول : (عندي سؤال من صاحبه ). علمتني دماج حين ترعرعت زمناً على أرضها، علمتني أشجارها حلاوة الدروس تحت ظلالها, علمني مسجدها حدثنا، وأخبرنا من فم شيخها, علمتني مزرعتها، ربتني رمالها، غذتني جبالها الصبر والثبات على المبدأ والعقيدة, دماج جامعة فيما مضى، ومحضن للدروس في الحاضر, ما زلنا نتعلم من دماج الكثير، فهي الأم الحنون التي لاتكل ولا تمل من شحذ الهمم, علمتني دماج في ظل التهجير...أن الباطل رجس لا يقبل الحق، ونجس يبغض الطهارة :(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون), علمتني دماج في ظل التهجير...أن الكفر وإن تعددت ملله، واختلفت نحله هدفه الأكبر، وجهده الأعظم الإسلام وأهله (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). علمتني دماج... أن إعلام أبي لهب شبيه بحمالة الحطب, يقلب الحقائق، ويزور الواقع، وينصر القاتل، بصمته المخزي أولاً , وبمشاركته في ذبح الضحية حين يعلن أن المهاجر من داره غصباً خرج طواعيةً برضاه, إنه يقتل المظلوم أكثر من قتل المجرم المباشر, بل يقتله مرات وكرات, تباً لأبواق الباطل كما تبت يدا أبي لهب وتب.
علمتني دماج في ظل التهجير... أن أهل السنة لابواكي لهم، وأن حقوق الإنسان المزعومة مفصلة على مزاج الغرب وأذنابه, فيهود آل سالم المهجرين من صعدة يسكنون المدينة السكنية وعلى مسافة قصيرة وفي نفس المنطقة مهجرو دماج يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء, دماج قالت لي، وكثيراً ما حدثتني : أن من يمد يده للغرب، ويرضع من ثدي منظماته يأكل لسانه القط، ويصير أصم أبكم أعمى, هذا إذا لم يتحول إلى بوق يصرخ في وجه المظلومين, ففي وسط زحام المنظمات المدنية والحقوقية التي وصلت إلى 5000منظمة يموت أبناء دماج ويذبحون ويهجرون, ولم ينطق منها إلا النادر، و النادر لا حكم له, دماج... كشفت لنا أبا رُغال المتعدد النسخ، وابن العلقمي الذي مازال يفرخ في الأمة أحفاد النذالة، والخسة, من يهندس للباطل، وينظر للظالم، وسير بدور القواد على أمته، ومجتمعه, علمتني دماج...أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا, فتهجير أبنائها هو بداية الفرج، ولبنة النصر الأولى على الباطل (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا...). دماج...انتصاراً للعقيدة، وثبات على المنهج، وهجرة إلى الله ورسوله ظن طاغية الأخدود أن قتله للغلام بداية الراحة، ووأد الحق, فانقلب السحر على الساحر وصاح الناس (آمنا بالله رب الغلام ) ليكون موت حياة أمة.
الشيخ/ عدنان المقطري
علمتني دماج في ظل التهجير 1306