جاء الإسلام ليحطم قيود العبودية لغير الله جل وعلا, وليحرر الإنسان روحاً, وفكراً, وإرادة..
حتى العبودية المادية, المتمثلة في الرق, وبيع الجسد؛ سن الإسلام للتخلص منها سنناً شتى..
وهكذا تلاشت ثقافة الرق المادي شيئاً فشيئاً واضمحلت؛ فهدمت أسواق النخاسة, وأعلنت الدنيا أن لا عبودية إلا لرب هذا الكون العظيم.!
قد يتخيل البعض بأن إبليس وقتها أخذ يشق جيبه, ويلطم خده, وينتف شعره, مبتلعاً الهزيمة كموس حاد يقطع أحشاء كبره, وعنجهيته, ونزعته لإذلال عدوه الأول "بني آدم", غير أن شيئاً من هذا لم يكن!.
إبليس- مبدع عذابات البشرية- مازال يحمل في جرابه الكثير من الوسائل, والحيل , والخدع العبقرية..! وأعوانه على مر الزمان كثيرون ومتوفرون..! وإن خدعة هذا العصر, لهي الأسوأ على الإطلاق..!
فها نحن ذا يزعم زاعم بأنّا نعيش في عهد الحرية والعدالة والديمقراطية ونتمتع بحضارة التطور التكنولوجي, وعالم القرية الإلكترونية المذهلة ونرتع في عز حضارة تحترم فردية الإنسان, وتفرده , وخصوصية الأخر, وثقافته؛ وكل هذه المزاعم ليست أكثر من كذبة إبليسية سوداء, ذرت في العيون الرماد, كي تعمى الأبصار عن رؤية الحقيقة الفاضحة لزيف حضارة القوي المستبد وإدراك حقيقية أن هذا العالم محكوم لعصبة من البشر لا تجعل وزناً لقيم الخير والفضيلة؛ عصبة تدعي حراسة القيم, إلا أنها لا تقدس سوى قيمة واحدة "المصلحة" ومصلحتها هي فحسب!!
تريد العلو فوق الجميع, وسحق الأخر, ودمجه في قالبها المقزز, اللا إنساني.. نراها تعيث في الأرض فساداً, ونحن صامتون, ذاهلون, مغيبون!!.
ترى متى سنمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بأنَّا أمم مستعمرة؟! وماذا يلزمنا لنصدع بكلمة "لا" أمام هذه القوى الهدامة؟!..متى نكف عن الدوران في فلك الأشياء الصغيرة, والمعارك الصغيرة؟ وكم سنحتاج لنخطط لاسترداد حريتنا المسلوبة؟!.. أمتي الغائبة: متى تعودين؟!.
نبيلة الوليدي
خدعة أبالسة الحضارة السوداء!! 1518