الاستبداد السياسي، وسوء توزيع الثروات، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الطبقة المتوسطة، وأتساع الهوة الفاصلة بين طبقات المجتمع.. تراكمات كفيلة باندلاع ثورة عارمة.
إن ما شهدته أكثر بلدان الربيع العربي من مظاهرات واحتجاجات، كان نضالاً ينشد الحرية وخلق عصراً جديداً يطل على عالم عربي غير مرتهن للغرب والدول المعادية, ولكن للأسف ما حدث كان العكس حيث التدخل الخارجي بدا واضحاً في عدد من الدول ابرزها سوريا وليبيا واليمن البلد التي أصبحت ساحة صراع فارسي- أميركي بفعل التفاف القوى السياسية اليمنية على ثورة الشباب للأسف..
أشرنا في مقال سابق إلى أن الدولة العميقة تبدأ بولاء موظفي الدولة ليس للوطن وإنما لحزب أو لجماعة أو لمنظمة.. وأن من مؤشرات الدولة العميقة أن القوانين في بلد تطبق على الفقير دون الغني على الضعيف دون القوي, ومن ليس له نفوذ دون من يمتلك النفوذ والوجاهة لدى السلطة، وهو الأمر الموجود في اليمن منذ عقود وزاد تكريساً في الوضع التي تمر به البلاد حالياً ما يؤكد وجود دولة عميقة باليمن.
وتأتي ثورات الربيع العربي كنتيجة حتمية لواقع استبدادي بعد أن شعر المواطن بتضييق الخناق عليه ومصادرة حقوقه وحرياته، بحجة الأمن الوطني أو القومي، بشكل وصل إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه.
وبالتالي وأمام مستوى المعيشة، وموجة العنف التي تضرب مجتمعاتنا، كان واجب علينا المواجهة، وإسقاط أنظمة الخضوع للغرب بغية تحرر مجتمعاتنا وتوحيد دولة العرب التي لو تحقق فيها هذا الحلم لصارت أقوى دولة في العالم بل وسوف تسود الدول الغربية.
إيمان سهيل
ساحة صراع...للأسف 1200