;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

التغريبية الدمّاجية (2-2) 1218

2014-01-21 18:23:55


لا أعتقد أن إنساناً يمتلك قدراً من الإنسانية رأى بأم عينيه مشهد النزوح الجماعي لأبناء دماج من منطقتهم ولا يحزن لهذا المشهد الذي دمعت له كثير من العيون، ولا أعتقد أن إنساناً يمتلك قدراً من المنطق لم يحز في نفسه قبيح جرم الفاعل لهذه الجريمة التي اهتز لها عرش الرحمن، إنها جريمة بكل المقاييس البشرية والأرضية والإنسانية، العجيب فيها أن من قام بها لم تتحرك منه شعرة واحدة، ولم يهتز له جفن لفضاً عتها، ولم تؤثر فيه الجموع المغادرة للمنطقة، بل بعضهم من أنصار الله ذهب يحرض أبناء الحديدة لئلا يستقبلوا طلاب العلم النازحين بحجة أنهم آفة سيتجمع حولها الإرهاب، ويقول محرضاً مثل لذلك في الوقت الذي لم يرقأ جفن لهؤلاء المهجرين قسرياً لا في منام ولا في صحو وهم ينزحون من منطقة دماج وقد عاشوا فيها يتدارسون حديث رسول الله لعشرات السنين

إنه كما وصفه الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان تهجير القرن الـحادي والعشرين واعتبره تهجيراً قسرياً مورس ضد أبناء دماج بمحافظة صعدة بطريقة فجة

إن على المهتمين بحقوق الإنسان أن يدركوا بأن جريمة ارتكبت تدخل ضمن جرائم الجنائية الدولية، لما تمثله من تهجير أهل وطن وأرض رغماً عنهم وتشّرع احتلال أرضهم وديارهم ونفي كل معارض، الأمر الذي يشرع قانون الغاب الذي يفرضه القوي على الضعيف

أعجبني كثيراً ما كتبه الأستاذ/ عبدالباري عطوان في هذا السياق حيق قال " ما يحصل الآن باليمن هو تهجير القرن الـ 21. إن ما يحدث اليوم باليمن يتركنا نقف حائرين أمام ما يحدث في منطقة تسمى دماج مساحتها لا تزيد عن بضع كيلو مترات تقع شمال العاصمة صنعاء وكانت منبعاً للعلم الشرعي ومهوى محبي علوم السلف وكانت بعيدة عن السياسة والسياسيين ولم تكن رغم وجودها لأكثر من 30 عاماً مصدر قلق لا لليمن ولا لغيرها".

وأضاف "فجأة وجدت نفسها هذه البقعة الصغيرة وجهاً لوجه مع حرب وعدو يريد أن يجتثها من على الأرض بحجة انهم أناس يتطهرون, أكثر من ثلاثة أشهر وهذه البقعة تدك بأنواع مختلفة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.. ومساجدها تفجر بالمتفجرات مع هتافات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل, وحال هذه المساجد تبكي حالها وتنظر يمين وشمال فلا تجد أي علاقة لها بأمريكا ولا بإسرائيل".

وتابع قائلاً "ثلاثة أشهر وأهل دماج بعيدين عن الإعلام يقتلون أو يموتون بالقنص أو بالجوع, ثلاثة أشهر وهم يستنجدون الحكومة والقبائل ورجال اليمن ونخوة اليمنين ولكن لا حياة لمن تنادي".

وأوضح عطوان بقوله "أخيراً قرروا التحكيم إلى رئيس اليمن لعلهم يجدوا منه إنصافاً أو حلاً لمشكلتهم وخاصة وهم يشكلون جزءاً من اليمن ومواطني اليمن ولهم حق الحماية وحق الأخوة والنصرة, وصدموا بقرار الحكومة بترحيلهم من أرضهم إلى الحديدة على البحر الأحمر وأخشى أن يطول الترحيل ويصبحوا غير مرغوب بهم لا بالحديدة ولا بكل اليمن ويصبح حالهم كحال إخوانهم الفلسطينيين من قبل لا هم بقوا بفلسطين وماتوا دفاعاً عنها وقبروا على ترابها الطاهر ولا هم أصبحوا عرباً واعترفوا بعروبتهم وسمح لها بالحياة المدنية, فهم إلى الآن يحملون وثائق فلسطينية وهي وثيقة عنصرية تمنعك من ممارسة حقوقك المدنية بكثير من دول العرب والغرب".

وأشار الكاتب إلى أن "مشاهدتي لقافلة التهجير باليمن أعادت لي ذاكرة التهجير الشهيرة للفلسطينيين ودمعت عيني عندما تذكرت أيام الطفولة وقسوة التشريد وهول الفجيعة التي مازالت بعقول كل أبناء ذلك الجيل".

وأكد عطوان "أن ما يحصل باليمن اليوم جريمة تدخل ضمن جرائم الجنائية الدولية فهي تهجر أهل وطن وارض رغماً عنهم وتشرع احتلال أرضهم وديارهم ونفي كل معارض. إن ذلك يشرع إلى قانون الغاب الذي يفرضه القوي علي الضعيف".

واستغرب عطوان الاتفاق السعودي اليمني بترحيل أبناء المنطقة "الغريب بالأمر أن يتفق الحليف السعودي والرئيس اليمني على وجوب ترحيل أبناء هذه المنطقة وبمباركة من أحزاب ومنظمات حقوقية باليمن وبعيداً عن الإعلام".

وقال "إن اليمن اليوم يمر بمنعطف خطير فما يحصل بصعدة هو مقدمة لما قد يحصل بصنعاء وحجه والجوف وغيرها من المدن لاحقاً. ومن سكت عن الترحيل اليوم سيرحل هو غداً, فانتم أمام أكبر عصابة تاريخية تستعد لإحياء الدولة الرسولية التي سلبت منهم والتي أذاقوا اليمن في ظل حكمها أشد أنواع القمع الطائفي والعرقي".

ولفت إلى أنه "مازال لدي إيمان بأن أهل اليمن أهل الحكمة لديهم القدرة على إعادة الحق إلى أصحابه وأن يتوحدوا في القضاء على بؤرة الفساد التي تجتاح الجسد اليمن من شماله وتتغلل في وسطه وتنعم بنشر أفكارها بجنوبه".

واختتم بقوله "وأتمنى أن لا نجد أو نرى مستقبلاً أي ترحيل باليمن وأن لا ينطبق عليهم القول" أكلت يوم أكل الثور الأسود"

انتهى كلام عبدالباري عطوان لأضع جملته الأخيرة أختم بها مقالي ولأضعها مسئولية أمام الجميع لإدراكها ووعيها ووضعها نصب الأعين حتى لا يأتي يوم على بقية المحافظات وتقول فيها الحكومة والشعب بجميع فئاته " أكلت يوم اكل الثور الأسود" وحتى لا يصدق فينا قول البردوني

يمانيون في المنفى * ومنفيون في اليمنِ

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد