تفاءلت كثيراً ومعي الكثير من اليمنيين باستثناء أصحاب نظرية الحق الإلهي والجنس المقدس حين سمعنا خطاب الرئيس هادي في سقطرى صبيحة عيد الأضحى المنصرم.
حين أكد هادي أن على كل مسئول أن ينظر لكل شعبه بعين واحدة .
وبعد إخراج أهل دماج وطلاب العلم من دماج أجدني مضطراً للتساؤل ما الذي غير قناعتك فخامة الرئيس؟
أصبت بصدمة بلغت بها حد الإنكار حين قرأت وثيقة إخراج أهل دماج من بلدهم دون وجه حق إلا أنهم يعكرون مزاج السيد وهو يرى في المنطقة من يخالف رأيه الطائفي ولا يأتي إليه مقبلا يده وركبتيه.
بعد شهور من الحصار الخانق والحرب الشعواء والتي كان الرئيس هادي فيها مجرد شاهد عيان.
بعد الصمود الذي فاق صمود الدولة في ست حروب وتمريغ وجه المعتدي بالتراب
فشل الحوثي السيطرة على المنطقة بالسلاح فسلمها لهم الرئيس بسلاح نظرية طاعة ولي الأمر التي يقدسها بغباء الشيخ الحجوري وطلاب العلم في دماج عبر إيقاع الشيخ في شرك تفويض الرئيس التوافقي.
خير الرئيس هادي الشيخ ومن خلفه طلابه إما الخروج أو مواجهة العالم بما فيهم الدولة اليمنية .
لا مبرر لمثل هكذا خيارات ولا تفسير إلا أن الرئيس هادي قرر حسم الصراع بانحيازه لطرف لطرد السلفيين من أرضهم وطرد ما تبقى في وجهه ووجه الدولة اليمنية من كرامة .
إن طموح الحوثي لا يقف أبدا عند دماج أو صعدة بل إن طموحه في استعادة دولة الإمامة والركوع عند الأقدام والتسبيح باسمه ليلاً ونهار كما انه أيضاً ضمن ذلك المشروع الطائفي المقيت.
بعد زيارة هلال الأخيرة للمنطقة ضمن الحوثي ابتلاع دماج بعد ابتلاع كتاف بصفقة خسيس فنقل المعارك إلى الجوف وعمران بعد أن نجح هلال بإيقاع الشيخ بشراك تفويض الرئيس وربما نقلت معه بنت الصحن إلى منزل الأمين هلال
فهل سنسمع قرارا رئاسيا بإخلاء كل محافظة يثير فيها زنابيل الحوثي القتل والنهب والفوضى ليستلمها الحوثي على طبق رئاسي من دماء وأشلاء الوطن المنهك.
على الشيخ الحجوري ومدرسته الفقهية هان يعلموا أن مبدأ الطاعة المطلقة لولي الأمر مبدأ خاطئ بعد أن كانوا هم ضحيته .
إن الرئيس هادي بمثل هكذا خطوة يفقد صفة الرئيس التوافقي وسيفكر كل طرف ألف مرة قبل تفويضه لحل أي نزاع لأنه سيكون طرفاً في المشكلة لا طرفا في الحل.
إن الرئيس بهذه الخطوة يقسم اليمن طائفياً بعد أن نجح بتقسيمها جغرافيا.
إن الرئيس بهذه الخطوة يعطي الحق لأي جماعة تمتلك السلاح أن تسيطر على أي منطقة وعليها أن تثق أن الرئيس سيكون في صفها .
عذراً دماج فقد كنت ضحية لأطراف عدة العدو الطافي الحاقد، الفقهاء البعيدون عن الواقع، وأنصار خذلوك مع أول أمر ناتج عن عملية سفاح بين الحوثي وطرف خارجي، ورئيس يلعب دور شاهد عيان ثم يكون في صف أعدائك .
عسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً.
سامي شاكر الحميدي
إنهم أناس يتطهرون 1243