أطفالنا هم سر حياتنا ورمز الأمل، وهم معلمون صغار ساقتهم الأقدار إلى عالمنا فيعيشون على دمائنا والحقيقة أننا بهم نعيش وعليهم ننمو ونتكامل, ولكن للأسف الشديد هناك من لا يرحم الأطفال فيعمل بهم المستحيلات التي لا تحمل معنى الرجولة ولا القيم النبيلة المنبثقة من ديننا الإسلامي الحنيف.
لقد اكتوينا بنار الظلم والفساد في بلادنا وأمطرت دموعنا من قساوة الذين لا يرحمون الأطفال المتسولين الباحثين على لقمة العيش في الأزقة والشوارع نتيجةً للفقر والجوع والبطالة, التي يمر بها الوطن ناهيك عن الإساءة لهم بأبشع الكلمات التي يهتز لها الضمير الإنساني.
محافظة تعز هي أكبر المحافظات مساحةً وسكاناً وتمتلك أكثر الكتّاب والصحفيين والمبدعين لكنها بالمقابل أيضاً هي من أكبر المحافظات التي تشهد الابتزاز والانتحار والتحريض وآخر الأعمال الإجرامية مؤخراً هو اغتصاب وقتل الطفل سفيان العديني منذ ما يقارب الثلاثة الأسابيع الماضية وماتزال قضيته معلقةً في البحث الجنائي والمجرمين فارّين من وجه العدالة وهذه تعد من أخطر الجرائم التي لا تُحتسب على محافظة تعز فحسب وإنما على الوطن أجمع.
رحمة الله تغشاك يا صغيري سفيان وألهم أهلك الصبر والسلوان فلقد تذوقنا مرارة المجرمين في السفينة المحملة بالمواطنين وها نحن اليوم نغرق في بحر الهلاك من أفعالهم وسوء تصرفاتهم وإذا لم يتم القبض على من فعل هذا الإجرام بحقك فاعلم بأننا لمغرقون جميعاً ولا نجاة لمن يعيش حول ديارك التي تنوح وتبكي ما بين عشيةٍ وضحاها.
أين هو دوركم بحق من يقتل وينهب ويفعل المنكرات في عاصمة الثقافة التي بدأت تنجب الأوغاد؟ ارحمونا قليلاً من هؤلاء لنتنفس الصعداء واعتقوا قلب تلك الأم التي تمتلك قلباً كالعصفور الذي يبلله ماء المطر, ونحن ما نزال إلى اليوم بانتظار عدالتكم بحق من يرتكب الجريمة يا أصحاب القرار وقضية الطفل سفيان أمانة في أعناقكم.
خليف بجاش الخليدي
سفيان...وسفينة الهلاك 1495