حقوق المرأة وحقوق الطفل لا أ دري لما لا أستسيغ هاتان الجملتان برغم أنها شعارات رنانة لمؤسسات وجمعيات حقوقيه كما تسمي نفسها وبالتأكيد برعاية مؤسسات أو جمعيات أجنبية..
ذات مرة قرأت برشور صغير عن أهداف دورة كانت مقامة لهذا الغرض لفت نظري جملة صغيرة من بين أهداف الدورة وهي عبارة( دمج الحضارات)لا أدري كيف يمكن أن تدمج حضارتين مختلفتين تماماً لو قلنا التعريف بالحضارات أو حوار الحضارات ربما لكان من السهل استساغتها, كمجتمعات مسلمة لا أظن أننا بحاجة ماسة لمثل تلك الدورات والتوصيات والشعارات التي تنادي بها تلك المؤسسات والتي في حقيقتها تختلف كلياً عن ظاهرها وتصرف في سبيل إقامتها أموالاً طائلة تثير الكثير من التحفز من ناحية الجهات التي تقوم بالتمويل,المرأة منذ ظهور الإسلام وهي تحضى بمكانة رفيعة ومحترمة جداً, على كافة المستويات وفي كل المجالات التي ساهمت فيها دون المساس بخصوصيتها كأنثى تحتاج للكثير من الرعاية والحنان والاحترام أيضاً,ما يحصل اليوم ومنذ ظهور تلك المؤسسات والجمعيات المطالبة بحقوق المرأة هو أنها أخرجتها عن خصوصيتها ونزعت عنها لباس الحياء ما أخل كثيراً من مكانتها في نظر الطرف الآخر وهو الرجل, حيث نجد أنه يتعامل معها بازدراء وقلة احترام وتخوين بالذات من أولئك الذين يتشدقون ليل نهار بحقوق وحرية المرأة أما حقوق الطفل, فهي من وجهة نظري مجرد خدعة أخرى نسجت وحبكت بإتقان وخصوصية للمجتمعات العربية المسلمة، إذ أن الطفل في أمريكا والدول الأوربية يتوجب عليه في سن معين أن يعمل ولو عملاً بسيطاً ليتعلم كيف يكسب المال وبالتالي كيف ينفق على نفسه ويدفعه أهله لذلك ويشجعونه عليه وحتى في المدارس هناك حصص أسبوعيه يطلب فيها من التلميذ أن يقوم ببيع أشياء بسيطة تجلب له المال يعطى على إثرها درجة عالية أما الحاصل عندنا أن الطفل يضيع من عمرة ما يقارب 19 أ 20 عاماً في دراسة نظريه فقط لاتسمن ولا تغني من جوع ليخرج في نهاية المطاف بشهادة جامعية تجلسه في البيت أو تمنحه وظيفة هزيلة لا تتناسب مع طموحة ورغبته وفي خلال سنوات الدراسة أو في العطل الصيفية لا يقوم الطفل أو التلميذ بأي عمل يكسبه مهارة ومهنه عملية تفيده مستقبلاً وتعوده الاعتماد على نفسه بدلاً من أثقال كاهل الأسرة بمصاريفه الدراسية, وهناك مشكلة أهم وهي أن خريج الثانوية العامة يعطى سنة راحة كما تسمى، هذه السنة أصبحت هم يؤرق نفوس الآباء خاصة بعد أن الغي قانون التجنيد الإجباري الذي كان مقرراً على خريجي الثانوية والذي كان يقوم بعمل جيد من حيث أنه يبني وينمي قدرات الفتى الجسدية والنفسية ويعده لمواجهة الحياة بروح جديدة، حيث أن الفتى في مثل هذه السن يكون لديه طاقة عالية ورغبات مختلفة وهو يريد إثبات أنه اصبح رجلاً لكنه يفاجئ بواقع مرير يدفعه إلى سلوك الجانب الخطأ للحياة حين يتعود على مضغ القات وشرب السجاير والتسكع في الأسواق, وما ينتج عن ذلك من مشكلات وفساد عم المجتمع وقلب حياتنا رأساً على عقب علينا أن نعترف إذن أن تعويد الطفل منذ الصغر على عمل معين يكسبه نوع من الوعي ويعطيه القدرة على التغلب على صعوبات الحياة المختلفة, ومنحه القدرة على التعامل مع الظروف المتقلبة وآن لنا أن ندرك أن ليس كل ما تمليه علينا المعاهدات والمواثيق الغربية يصب في مصلحتنا مهما كانت لتلك الجهات من شعارت جذابة ومغرية إلا أن على من يقوم بدور الوسيط والممرر لبرامج وأهداف وشعارات تلك الدول أن يفكر ملياً قبل أن يقوم بنشرها في مجتمعاتنا وأن ينتقي منها بحذر شديد ما يمكن أن يكون مناسباً ونافعاً في نفس الوقت نحن لدينا في ديننا حقوق كافية جداً لو طبقت بأمانة وصدق لما احتجنا أن يعطينا الغرباء دروس ودورات في الحقوق أو الواجبات.
جواهر الظاهري
حقوق مستوردة 1675