إن أدوات ثورة التخريب أغلبها من القوى الانتهازية بمختلف شرائحها، وليس لها من عمل إلا أن تكيل الانتقادات وتكيل الشتائم هي وأدواتها الإعلامية، وأكثر من ذلك أنها تطلق التحذيرات والويلات والحسرات والولولات من شؤم وثيقة خارطة الطريق في حل المشكلة الجنوبية، وكأن الوثيقة جاءت من كوكب آخر، ونحن نعلم بأن الشعب اليمني والجن والإنس والداخل والخارج وعبر وسائل الإعلام.. الكل يعرف أنها ثمرة نقاشات ومباحثات وجلسات مطولة لمؤتمر الحوار الوطني, وأصبح يعرفها القاصي والداني..
وفي الأخير كان فن الممكن والحد الأدنى المشترك هو المخرج لفض التنازع العقيم في ردهات مؤتمر الحوار، ونتساءل ما هو عيب الإنصاف للقضية الجنوبية؟ التي سكت عن جراحها وآلامها تجار الحروب، ونهابي الأراضي، وتجار السياسة، وتجار الأمن، وحتى تجار القلم، إن الناظر لأوضاع المرحلة الانتقالية يجد أن هناك رغبة ملحة ومدعومة من دول بترودولار، وفتح شهيتهم انقلاب عسكر مصر وكأن أكل اللسيس واحد عند هذه القوى المرتزقة الراغبة والمستهوية لدولة الفوضى التي يغيب فيها القانون، وتسرق فيها روح المؤسسية لتحضر أفكار القواعد الإرهابية والدراويش الشعوذية والحراكيش الانفصالية والحواثيث المسيدية السلالية والعفافيش المخلوعية..
هؤلاء هم ممثلو قوى الفتنة والقتل والعنف والإجرام، وتصور الظلام الذي يحملونه، وحضور عقول مصالحهم المشؤمة وتقدم أفكارهم المحسوبة سواء باسم الله، أو باسم الشعب، أو باسم القبيلة، أو باسم المنطقة، المهم هدفهم الموحد عندهم اللا تحضر دولة اليمن الموحد، ولا مؤسساتها الفاعلة، والتي حتماً ستكبل فسادهم وإجرامهم، وتكشف عورات فشلهم، وتفسد ذخيرتهم التي يرزح الشعب اليمني تحت نيرانها، لأن اليمن في مفهوم هذه القوى المرتزقة والانتهازية ما هي إلا الثروة التي نهبوها وحازوها، وما هي إلا السلطة التي يستغلونها أبشع استغلال، والتي تشبع عقدة النقص والتهميش التي تخفيها نفوسهم الحاقدة والمريضة، هذه القوى المتسببة بالمآسي المروعة التي تلحق بالشعب اليمنى، شماله وجنوبه، والتي قد عملت على تفكيكه سلوكياً ونفسياَ وتريد إبعاده عن أي هوية جامعة تصون ما تبقى له من كرامة.
إننا نرى هذه القوى الانتهازية وهي تنال من الحوار، ومن فن الحوار، ومن يقدم يد العون والمعروف لنجاح الحوار دون أن تقدم بديلاً جامعاً سوى مفرقعات تفوح منها روح الأنانية والمكاسب الشخصية، وحتى لا نظلم الكل فبعض الشخوص إما أنه لم يعد لديهم القدرة على قراءة الواقع السياسي والأمني الحساس والخطير التي تمر بها البلاد وقد انغلقت نوافذ عقله ولصص ويحتاج توضيبا لرنجات عقله، وإما باحث عن شهرة ومعجب بأطروحاته مهما كانت خاطئة ومقرفة وفي غير محلها, المهم عنده خالف تعرف، أو أنا هنا يا جماعة من سيدفع أكثر أنا تكسي اركب من سيدفع لي أكثر.
إن معظم أبناء الشعب اليمني يدرك من المستفيد من تعطيل الحوار وما يسعى إليه، ومن يخدم من وراء التعطيل في إفشال مؤتمر الحوار، والعجيب أن هؤلاء يشبهون السارق الذي بيده فانوس أو كذاب ومبحرر بدعوة الحرص على المواطنة المتساوية التي تبرأ إلى الله منهم، أو ادعاء الحفاظ على الوحدة والانتصار للشرع والشرع والإسلام برئ منهم ويمارسون هذا في وضع لم يعد اليمن وأمنه يحتمل أذى التعطيل، بغض النظر عن صوابية بعض النقاط التي لهم بعض التحفظات حولها .
إن الوثيقة ليست قرآن ، وإنما اجتهاد بشري يبحث عن مخرج للمأزق الذي تمر به اليمن بعد أن تمترس المتحاورون خلف قناعاتهم المناطقية، والطائفية بكل حساباتها الشخصية المعطلة, فكان لمن يحرص على نجاح التوافق رأي لا بد أن يقدمه مهما كان منغصا للمعطلين الانتهازين المرتزقة.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
ثورة التغيير وثورة التخريب 1286