- عندما قامت الثورة الشبابية منذ الثلاثة الأعوام الماضية وخلعت نظام صالح من على كرسي السلطة, أتفق الجميع بالجلوس على طاولة الحوار والعمل بمبادرة الخليج وآليتها التنفيذية المزمنة لإخراج اليمن من الأزمة التي عصفت بالبلد وما تزال هذه الأزمة تجثم علينا حتى يومنا هذا.
الكثيرون ممن وصفوا هذه المبادرة على أنها السبيل الوحيد لحل مشاكلنا والتي جمعت فئات مختلفة من جميع الأطياف السياسية والشبابية والحزبية من شرق الوطن إلى غربه ولكن من المؤسف جداً, أن هذا الحوار الذي أستمر لعدة أشهر ويقترب من العام أصبح يعيش في مخاضاً عسير فيجب على الأعضاء في المؤتمر أن ينقذوه من التمزق والانهيار بعد أن دفنوا ثورة الشباب السلمية في مقابر الموتى وبعثوا الفيدرالية لتقسيم اليمن وتمزيق العلم الجمهوري الموحد,
لا ندري ما الذي عكّر جو الحوار الوطني حينما صفا من الغيوم السوداء؟ ومن الذي أعاقه حركياً عندما بدأ ينطق بحروف الهجاء ؟
عليك يا وطني أن ترصد العملاء بتاريخك العريق وأنت حتماً تدرك الذين يرمون بالأشواك أمام عجلة التغيير لتفجيرها في الموقف العصيب، ولو نظرنا بقليلاً من التأمل لوجدنا بأن مشاكلنا تكمن على ما يبدو في الغباء السياسي الذي يعتري بعض المحيطين بالحوار, بحيث أنهم انسحبوا مؤخراً منه للاصطياد في الماء العكر، فماذا يريد هؤلاء للوطن؟ هل يريدون الخراب والدمار أم الهداية والصلاح ؟
رويداً رويداً يا أعضاء مؤتمر الحوار, لا تدفنوا الثورة الشبابية في أعماق اللحود، فهي من أنجبت هذا المؤتمر الوطني الشامل بل وأنجبت حكومة الوفاق المتربعة حالياً في جميع مؤسسات البلد ولا تنسَوا تلك الأيام التي سقط فيها الشهداء من أجل الوطن وتلك الأُم التي ضحّت بأطفالها فأصابها الجوع والفقر والعطش، تنتضر منكم بفارغ صبرها مخرجات حواركم وهو يحمل على أكتافه الدولة المدنية الحديثة متبوعاً بوحدته اليمنية المجيدة .
من الضروري أن نعي جيداً هذه المرحلة الملحّة بالوطن وكلنا نترقب اليمن وهو يلبس حُلته الجديدة قبل أن نقع في المأزق الفيدرالي المليء بالتساؤلات والعجائب خاصةً وأننا نعيش بين عواصف حزبية سياسية بحته وحروب داخليه وهناك من يبحث عن مأمنه الشخصي بعيداً عن حب الوطن ويصبح المواطن بالأخير هو الضحية بين فخ المؤامرات الكيدية . فما عليكم سوى الحفاظ على بلادنا من التشطير والتمزيق والشتات (كلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).
خليف بجاش الخليدي
ثورة الشباب...من المهد إلى اللحد 1454