تمر الأعوام سريعا, نشعر أن أعمارنا تتسرب من بين أيدينا وأمام أعيننا لا نكاد نلتقط أنفاسنا.. حلمنا بأشياء كثيرة وسمحنا لخيالنا أن يحلق عاليا بأمنياتٍ جميلة أعادت إلى نفوسنا ألقها وشغفها بالحياة وسرحنا بعيداً عن واقع بغيض لم نتآلف معه يوماً وكنا قاب قوسين أو أدنى من صنع حياة مختلفة في وطنٍ هو بكل المقاييس وطن مختلف وفيه كل المقومات التي تجعله يستحق أن يكون أجمل..
ها هي سنة جديدة تمر من عمر الثورة الموءودة في مهدها والحال يمضي إلى الهاوية وكلما لاح بريق أمل أعقبته ظلمات حالكة وكلما حاولنا أن نحلم بواقع أفضل تأتينا رسالة مفاجئة وسريعة أن ذلك غير متاح حالياً..
الموت الزاحف من خلف المجهول وصور أشلاء البشر على الطرقات موزعة بلا رحمة ورائحة الدم المنتشرة في الأرجاء وكل هذا العبث بوطن أضاعوا حتى ملامح هويته.
فقط أصبحنا نصحو متوجسين من القادم, قانعين بأقل القليل من حلمٍ موؤد لم نستطع أن نبكيه حتى اللحظة كي لا نضطر أن نعترف أمام أنفسنا أنا ربما اخطأنا وأن الحلم كان مقاسه أكبر من مخيلاتنا التي أصابها العجز منذ قرون..
ليس من السهل على الإنسان أن يتخلى عن حلم رسم خطوطه بدمه وروحه, لكن هناك أيادٍ خفية سلبته منا بطريقة ليست نظيفة أبدا حين حاصرت أنفاسنا بكل هذه الفوضى..
نحن الآن قسمنا أجزاءً ثلاثة.. وطنا يرجو الشفاء من نزيفه فحسب وشعبا ضائعا يبحث عن هويته وسلطة بلغت من السن عتياً, تمشي على عكاز هش لكن ثمنه كان غالياً إنه وطن ...
جواهر الظاهري
الحلم الموؤد 1295