بكل أسى وحزن.. تلقيت نبأ وفاة الفقيدة ( أفراح عبد الحبيب إسحاق) المهندسة الزراعية بالبحوث الزراعية.. من أسرتي في البيت كانوا قد بلغهم خبر الوفاة بعد ساعتين.. وكنت حينها قد تناولت الدواء جرعة المساء واستلقيت على فراش المرض الملازم لي.. وفي الصباح فاجأوني وأنا ( على الريق) بنبأ وفاة المغفور لها بإذن الله تعالى الأخت/ أفراح عبد الحبيب إسحاق زوجة زميل العمر الوفي للود والعشرة المهندس/ نجيب سعيد أبكر -مدير محطة الكود للبحوث الزراعية بمحافظة أبين ومدت لي الزوجة التلفون لأنقل تعازي الأسرة له بالفقيدة.. ( وعهد الله.. ما معي منه إلا كلمتين ) رديت فيهما التحية والسلام.. وأكملنا بقية المكالمة بالبكاء ودموعنا حلت محل الكلام في نقل التعازي وتقبلها حتى وضعت سماعة التلفون وعدت لفراشي ومخدتي التي لا تفارقني على وجهي.. ولم استطع إثر ذلك تمالك نفسي هذا أنا المعزي.. فما بال حال أخي نجيب أبكر ( الله يعينك ويصبرك يا نجيب).. وما مع المحب.. إلا دموعه. فللفقيدة أثر كبير في نفسي لمكانة العلاقة والعشرة التي ربطتني بها بعد عودتي من جمهورية المانيا 1984م للدراسة العليا لتحضير الماجستير من جامعة (مايسن) الألمانية محافظة (دريسدن).. عدت إلى البلد وباشرت عملي في إدارتي.. إدارة الإعلام الزراعي.. بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وكانت هي قد تخرجت من كلية الزراعة بمحافظة لحج وجاء ترتيبها الوظيفي في إدارة الإعلام الزراعي هي وصهرها المهندس/ خالد سليمان الكوري وزميلتها المهندسة فاطمة علي سالم.. وقدمت نفسها لي بأمل الرجاء بالاهتمام بها وتمكينها لتنامي معارفها في ممارسة حرفية المهني الإعلامي في مجالات الإنتاج البرامجي والتصوير والمونتاج وإصدار النشرات والمجلات وإنتاج صور السلايدات ( الشرائح) ولرغبتها الجامحة كنت معيناً لها ومدرساً لتأهيلها لمساعدتي في مجال الإنتاج وعملت لها برنامجاً للتدريب وممارسة المهنة بدءاً بالتصوير الفوتوغرافي والطبع والتحميض وإنتاج شرائح السلايدات وإنتاج الملصقات والنشرات وإعداد المواد الإعلامية.. وكانت معيناً لي بحق وحقيقة ومحبة للمهنة.. وتم الاختيار لها كممثلة لإدارة الإعلام في هيئة تحرير مجلة البحوث الزراعية وقطعت شوطاً كبيراً فيها حتى صارت واحدة من كتاب مواد المجلة.. والمشاركة في إخراجها.. واتسع نشاطنا الإعلامي الإنتاجي بجهودها ومثابرتها وعملت على نشر التآلف والمحبة والود والاحترام لأسرة موظفي وموظفات الإدارة.. الأمر الذي خلق مناخاً أخوياً متعاوناً بين أسرة البيت الإعلامي في الإدارة.. وكانت شخصية إعلامية فذة يعتمد عليها في تنفيذ المهام وأداء الواجبات.. وكنت السند المساعد لها والمرجع الاستشاري في شئون حياتها وفي مشاق ظروفها وارتبطت علاقتنا أسرياً حيث كانت تزور أسرتي وتعرفت عليهم جميعاً حتى صارت كواحدة من بناتي.. أكلت معهم العيش والملح.. وتتواصل معهم بين الحين والآخر.   وبعد نقلي إلى الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بذمار رشحتها لتملئ فراغي في إدارة الإعلام الزراعي وبقيت مساعداً لهم.. ثم عملت مساعدة للأخ نجيب أبكر مدير مكتب البحوث والإرشاد الزراعي بعدن.. ثم مديراً لمكتب البحوث بعدن بعد أن تحمل الأخ نجيب أبكر مهام عمله الجديد مديراً لمحطة بحوث الكود الزراعية.. وبقيت في منصبها الجديد بإدارة مكتب البحوث بعدن إلى أن توفاها الله سبحانه وتعالى وأن شاء الله تعالى تكون من الغانمين برحمته ورضاه من الأبرار والصديقين في جنات النعيم. لقد كانت فقيدة البحوث مثالاً في المثابرة والجد والاجتهاد فكان الصبر عنوانها والوفاء والصدق حاضرها في تعاملها مع كل المهندسين الزراعيين والفنيين وكافة العاملين في مجال البحوث والإرشاد والإعلام الزراعي.. تحترم كل قامة وتخلص في أدائها وتحرص في تعاملها وخدماتها لان تخدم ضيوفها بنفسها لتقدم الشاهي والعصائر بيدها فلا تأفف من خدمة الآخرين وتعتبر ذلك رباطاً أخوياً فوضعت لها مكانة أوسع في نفوس زملاء المهنة يبادلونها التقدير والاعتزاز ( أنها نحلة ) بحثية لا تكل ولا تمل من أداء الواجبات.. انها صاحبة واجب بحق وحقيقة في كل الترتيبات والمتابعات المهنية لخدمة مكانة حب العمل والآخرين في نفسها وفرضت مكانتها بابتكار سلوكيات وخلق عالية ومثال يحتذى به.. وتركت في نفوسنا فراغاً لا يملؤه غيرها فتظل الذكريات باقية خالدة لذكراها في نفوسنا ما بقينا.. فمهاراتها الفذة التي اكتسبتها مناضلة في بناء شخصيتها وتقدير حب الآخرين لها. وداعاً يا أفراح فمكانتك في نفوسنا كبيرة لا تنسى.. ولذا أنقل إلى أخونا المهندس نجيب أبكر أحر التعازي والمواساة.. ولأولادك وإخوانك وكل الأقارب.. وكل من عرفك.. ومن كل الزملاء والزميلات في الهيئة العامة للبحوث الزراعية وعلى رأسهم الدكتور/ منصور محمد العاقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبحوث الزراعية.. والأخ الأستاذ محمد الصديعي.. نائب رئيس الهيئة العامة للبحوث الزراعية للشئون المالية والإدارية ، والدكتور/ خليل الشرجبي خبير الإعلام والدكتور إسماعيل محرم.. والدكتور عبد الواحد عثمان مكرد والمهندس سامي همشري مستشار البحوث بمحطة أبحاث الكود.. ومن جميع الباحثين والمهندسين وجميع الفنيين بالمركز الوطني للإرشاد والإعلام الزراعي ومحطات ومراكز البحوث الزراعية في تعز وذمار وسيئون والمكلا والكود وعمران والسلالات في لحج وفي الحديدة.. ومن كل الزملاء والزميلات ممن عملوا مع الفقيدة في فرع وزارة الزراعة والري بعدن متمنيين لأسرة الفقيدة جميعاً الصبر والسلوان.. وللفقيدة الرحمة والمغفرة بإذن الله تعالى وإنا لله وإنا إليه راجعون.