حرب سياسية, اختطافات سياسية, اغتيالات سياسية, تفجيرات سياسية, تفخيخات سياسية, تقطعات سياسية. كل الجرائم في اليمن لابد أن لها خلفية سياسية أو طموحات أو أهداف سياسية. قواعد السياسة في اليمن تغيرت عن باقي دول العالم المتقدم والمتخلف. في العالم تمارس اللعبة السياسية عبر انتخابات, استفتاءات, مظاهرات, اعتصامات, إضرابات وقفات احتجاجية وغيرها أما في اليمن فالقواعد غير القواعد وتختلف حسب اللاعب السياسي تحولت الانتخابات إلى تفجيرات, والمظاهرات والاعتصامات إلى تقطعات مسلحة, والإضرابات إلى اضطرابات, والاحتجاجات إلى دماء وجراحات. كل من لديه مشروع سياسي فانه يتوجه إلى أبراج الكهرباء وأنابيب النفط بدلاً من الصندوق والشارع. أما من يكفرون بالسياسة فانهم يمارسونها لكن على طريقتهم الخاصة فبدلاً من الخروج من الإسلام بالذهاب لصندوق الاقتراع فقد ملئوا الصندوق بالمتفجرات وازهقوا بها الأرواح ودمروا المصالح العامة والخاصة. أما السياسيون الجدد أو من يلبسون ثوب السياسة ليغطوا بها تلك الأسلحة التي يحملونها فانهم لا يعرضون مشروعهم الجديد في مهرجان جماهيري أو صحف أو قنوات بل بمحاصرة المناطق وقتل الناس واقتحام المعسكرات. ومقامك التنظيمي تقف عند رتبة ذلك الجندي الذي قتلته. والتي ستقدمها بين يدي السيد. بهذه الطريقة وهذه الوسيلة لن نبني دوله, بل سنحول الدولة إلى غابة, يأكل القوي فيها الضعيف الحل أن يستخدم السياسيون الوطن بدلاً من المصالح ونحن بدلاً من أنا والسلام بدلاً من الحرب والمنطق والحوار بدلاً عن الهمجية والوسطية بدلاً من التطرف قلت ما قرأتم واستغفر الله لي ولكم
سامي شاكر الحميدي
سياسة في سياسة 1097