;
2014-01-03 20:20:53


بعيداً عن صـراع الثعـالب البشرية المهــووسة في وعلى السلطـة الورقية وعشـــق الكـراسي

والمنـاصب الكـرتونية ونهب الثـروات الوطنية على مســتوى الفـرد والجماعة والتنظيـم وتهميش

السيادة, هنـاك في وطننـا اليمني الحبيب ثـورة حضـارية تنشد التغييـر السلمـي وتسمـو بالهدف

أُفقاً تغييــريا نحو تحقيـق الدولة المدنيـة المعـاصـرة لتـرتقي بالوطن إلى مصاف التحديث والإنتـاج..

ماتزال هذه الثورة مستمرة ويتمثل فيها كل الطيف السياسي والاجتماعي من أبناء الوطن اليمنـي,

الثورة التي أقصدها هنـا هي تلك الثورة الكامنة الرغبة الحقيقية للتغييـر لدى كل مواطن يمني

يعاني من الظلم والانفلات الأمني وتفشي ظاهرة الموت المجاني في كل ربوع الوطن في ظل اللا دولة, إلا أن هذه الرغبة الثورية في التغييـر الحقيقي تظل مكبوتة حيناً في ظل ما يشهده الوطن من فوضى حفاظاً على ما تبقـى من الحياة وهوية الوطن وأحياناً أُخرى مقيدة بالمصالح الشخصية للفرد ممن يقتاتون العيش من المقرات الحزبية والمؤسسات الحكومية المسيطر عليها من قبل رموز الفســاد.

ثعالب السلطة المحكومين إذلالاً بالمبادرة الخليجية والتي أفضت عملياً إلى وثيقة العُهـر السياسي "سيئت الصيت بما حملتها من بنود الوصاية والتمزيق للوطن تحت مسمى الفيدرالية" شكل الدولة أي بمعنـى واضح إلغــاء شكل الدولة بالمفهوم الجغرافي والاجتماعي وإعادة إنتاج مفهوم الدويلات بمصطلح "الفيدرالية" المرتهنة للوصاية الإقليمية والإشراف الدولي بمعنى أصح "المحميات اليمنية الست" ذات التكوين الصراعي والسياسي بأسلوب المحاصصة بين القوى النافذة من ثعالب المكر والخيانة والتآمر والولاء ممثلة بسلطة التوافق الموجودة حالياً بكل مسمياتها الحزبية والقبلية والتي أنتجت الانقسام داخل المجتمع مما أدى إلى بروز ظواهر اجتماعية شاذة ودخيلة على مجتمعنا اليمني كـ "الطائفية, المناطقية" والتي أسهمت بدورها في تأجيج الصراع بين القوى المحلية التي لا تمتلك مشروعا وطنيا ولا تجيد سياسة التعامل مع الأحداث وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية والقبلية..

 هذه القوى التقليدية, التي عُــرفت على مدى التأريخ اليمنــي الحديث والمعاصر بمرجعيتها الإقليمية والخارجية في محاكات الأحداث الداخلية والتعــامل معها على أساس التوافق السلطوي ومساحة التعامل من الأجندات والولاءات الخارجية الموجهة لهذه القوى ذات الطابع الصــراعي بعنوانهـا الكـرتوني النظـام التقليدي الهش سياسيـاً المثخن بالفساد والملبد بالمفسدين والمعارضة الخدجاء المتعـارضة في مشروعها وفكرها فهمـا طـرفا الصـراع السلطوي الهمجي الأرعن ومهنـدسا سياسة الأزمات المفتعلة ولعبة السياسة القذرة في الوطن اليمني وعندما نطلق عليهمــا تسمية الثعالب ذلك لأنهما شريكان في الصراع والفساد والبلاء والغباء السياسي وتوأمان في حب السلطة, فذاك نظام تقليدي كلما نضجت جلود مفسديه استبدلها بجلود الغُثـاء.. وتلك معارضة كلما سنحت لها فرصة المشاركة الوهمية في الحكم قدمت الطاعة والولاء وكأن لم يكن هنالك ظلم ولا ظالم.. سياسة عرجاء عوراء من أجل البقاء.. نكـرتان جعلا الوطن ميدانا والمواطن سلاحا في صراعيهما لا مكان بينهم للوطنيين والشـرفاء والكفاءات العلمية يتآمران معاً على الحق ولا يلتقيان سوى في الباطل..

كلاهما يعبثان بثروات ومقدرات الوطن البشرية والطبيعية, يجتمعان في الغرف السرية المغلقة للبصم على الوثائق والاتفاقيات المهينة سيئ الصيت في بيع خيرات الوطن وتصفية أبنائه وزعمائه الأحرار وعندما يختلفان على التقاسم يسافران معاً بحقائبهم الشاعرة إلى سيدهما المسيود للصهيوامركان القابع في مملكة الشيطان البشرية كي يصالح بينهما ويعلفهما بالريال والدولار فيعودان إلى جحورهما ليعودا تارة أخرى إلى ساحة الأزمات وميدان الصراع, فالمكـر صفة الثعالب ولكنها هنا سياسية بغبــــاء عـرفها الشعب ردحاً عجافاً وتجرع مرارتها فأعلن ثورته الشعبية الجماهيرية التي ترنحت دون للقضاء الكامل على هذا السرطان السياسي البشري الخبيث المتوافق على تمزيق الوطن وتحقيق مأربهما الشيطانية في تفكيك الكيان الاجتماعي لليمن الواحد, وفي ظل صراع الثعالب سوف يبقى الحال كما هو عليه وعلى كل أبناء الوطن الأحرار اللجوء إلى الحقيقة في التعامل مع الوضع وقراءة الواقع والمستقبل..

من خلال ما يشهده الوطن من أحداث عبر أدوات الصراع السياسي السلطوي المحلي وأجندات الجوار الإقليمي وعلى رأسه الجارة الشمالية الكُبرى وفي ذيله إمارة قطـر الأخرى ومجلس "اللمـــم" الدولي عبر ممثله المندوب السامي السيد "جمال بن عمر" مهندس مشروع الفيدرالية" ومكتشف جاذبية التمزيق للأوطان, إذاً هناك مؤامرة على الوطن والكل يشاهد فصولها اليومية تعُرض قناة موفمبيك هبــل وعلى شوارع الوطن وفي مؤسساته وكل مرافقه قتل, تدمير, انفلات, إرهاب..

 موت منظم, اغتيال فلنسهم جميعاً بفعالية لاستئصال هذا المرض والصـراعي بين ثعالب المكر المحلي كي يشفى جسد الوطن ويتعافى اليمن من هذا المـرض المزمن.. حقـــاً عندما تغيب الأسود تتأسد الثعالب..!!!؟؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد