إن الاختلاق في الرؤى والأفكار والمعتقدات سنة إلهية في الخلق ولا يمكن أن يتفق الناس جميعاً على قناعة واحدة، وهذا فيما يخص المسؤولية والرؤى الفردية أو التي تخص حزباً أو جماعة؛ أما الأمة أو المجتمع السياسي وما يخص مصلحة الجميع العامة, فهذه لابد من أن يلتف حولها الجميع لمصلحة الجميع. ومن أمثلة ذلك: الوطن لأنه ملك الجميع، وأمنه واستقراره يهم الجميع، ومن هذه الأرضية يمكن أن ننطلق نحو هدف واحد هو بناء وطن يتسع للجميع، وإقامة دولة النظام والقانون التي يعيش فيها الجميع بحرية ومساواة، فإذا تحول الوطن إلى محل خلاف أو كعكة كما كان يتعامل معها النظام السابق، وكل حزب ينطلق من البحث عن نصيبه في الكعكة, فهذا هو الشر المستطير ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من يجعل الوطن كعكة يبحث فيه عن نصيبه ولا يبالي باليمن واليمنيين، وبهذا السبب نجد الصراعات الحزبية والمذهبية والمناطقية وهذا هو الشر المحض الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن وأصحاب المصالح الذين لا يريدون للوطن الأمن والاستقرار حتى لا تتأثر مصالحهم لعنهم الله، وإذا ترك الشعب اليمني هذا الشر يستفحل ويتسع فسوف يجر على الوطن الويلات والمصائب التي سوف يكتوى بنارها الجميع.

لذلك علينا جميعاً استشعار الخطر وقطع دابر الفتنة التي يسعى البعض إلى إشعالها انتقاماً من ثورة الشعب ضد من جعلوا الوطن كعكة لأسرهم وعيالهم ومرتزقتهم .. وعلى الأحزاب السياسية أن تعي جيداً أن العمل الحزبي ليس صراعاً من أجل الكعكة وإنما تنافس في تقديم الأفضل للمجتمع وحماية الوطن "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".. ومن يستطع إقناع الجماهير ويحصل على ثقتها ببرامجه, فهو من يتقدم من خلال صندوق الانتخابات.. وعلى الأحزاب أن تعمل لتطهير عناصرها من مسعري الحروب وصانعي الأزمات الذين وجدوا في بعض الأحزاب فرصةً لتمرير مخططاتهم الشيطانية, قال تعالى" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب".. والله الموفق.