عندما انطلقت ثورة الشباب الشعبية السلمية كان الهدف منها التغيير بمفهومه الشامل ، وهو القضاء على كل قبيح في هذا الوطن الغالي ، لنعيش في وطن واحد يسوده الأمن والأمان والحياة الكريمة والتعايش بين الناس والأحزاب والمذاهب والقبائل وجميع أطياف الشعب . ولكن للأسف الشديد المتعصبين لأحزابهم ومذاهبهم وأسيادهم ومشايخهم وجدوا في هذه الثورة الفرصة السانحة ليثأر كل واحداً منهم من الآخر ويفرض نفسه بالقوة وباستخدام كل الأساليب القذرة .
إن ما يحصل اليوم في هذا الوطن الغالي من جراح ومصائب وآلام وتخريب وقتل وقتال وأفعال همجية سببها الأحقاد التي غرسها النظام السابق وقيادات بعض الأحزاب والمذاهب بين أبناء اليمن الواحد شرقه وغربه جنوبه وشماله ، ولقد ساهمت المبادرة الخليجية في تأصيل هذا الحقد لأنها أبقت على كل ما هو قبيح ومستفز للشعب يصول ويجول ويستقطب عقول كل من تركوا الوطن خلف ظهورهم لإرضاء تلك الزعامات التي لا هم لها إلا تدمير الوطن .
أقول للشعب اليمني: تحملنا ما تحملناه في الماضي والحاضر وساهمنا الكثير في تدمير هذا الوطن الغالي بسبب تمسكنا بالولاءات الضيقة العفنة لأفراد وعوائل وأحزاب ومذاهب .
أما رعاة المبادرة الخليجية ورئيس الجمهورية فأقول لهم: إذا كنتم تريدون الخير لهذه البلاد فلا بد لكم أن تفيقوا من نومكم وتتعقلوا وتعوا جيداً وإلا فالثورة ستأتي بثورة أخرى تجب ما قبلها وحينها ستندمون وربي، ولا داعي للمجاملة والنفاق باسم الثورة وحماة الثورة ، فنحن كثوار وشعب حر ، وإن كنا نثمن لكل من ساهم في هذه الثورة جهوده ، لكننا نضع مصلحة الوطن ووحدته وتلاحم هذا الشعب فوق الجميع .
فهل نستطيع جميعاً أن نقول .. يا وطن من أجلك وأجل ترابك وحبنا لبقائنا وبقائك في أمن وأمان واستقرار نعاهدك أننا شعب واحد لا يفرقنا فرد أو عائلة أو مذهب أو طائفة أو منطقة أو قبيلة ، سنحيا يا وطننا على ترابك الطاهر ، وسندفن وندوس بأقدامنا أحقادنا وولاءاتنا الضيقة المتعصبة لقيادات وزعامات أرادت لنا الموت وأردنا لأنفسنا الحياة.
أمجد الحمزي
هذه ليست ثورتنا 1050