يرون بدمائهم الأرض وتمتلئ الدنيا بهم ابتسامة ويمنحون أرواحهم هذا الوطن شهداء كثيرون منهم من يموت على خيله شاهراً سيفه دفاعاً عن دينة ومنهم من يموت في ميدان القتال حاملاً بندقيته دفاعاً عن وطنة ومنهم من يموت غدراً وهو يؤدي عملة الإنساني والوطني ومنهم من يموت شهيد قلمه حين يجعل منه ثائراً بالحق لإزاحة الباطل ومن بين هؤلاء الشهيد السبعي الذي خلده التاريخ واصبح اسمه مدوناً كلما وطئت أقدمنا كلية الإعلام, نناظر اسمه كل صباح في تلك القاعة التي كان اسمها على اسم ذلك الشهيد السبعي لكن كثيراً منا من يدخل تلك القاعة وهو لا يعرف من السبعي إلا الاسم فقط فهنا كانت لنا وقفة لنعرف من هو الشهيد السبعي سألنا عنه الكثير وبين كل إجابة وأخرى وجدناه رجلاً محباً لوطنه وحافظاً لكتاب ربه فكانت نقطة انطلاقة الشهيد أبراهيم السبعي من كلية الإعلام التي خلدت أسمه للحظة فما اكبر مزرعة الوطن .....وما أجمل الزهور التي تتفتح يومياً محية خيوط الشمس الذهبية صباحاً وما أعبق الأريج الذي تنفحه زهور الوطن لتعطر كل زاوية وبيت.. أن هذ المزرعة الواسعة البهية أفاقت يوماً لترى أشواكا قاسية تمد جذورها في الأرض وتلسع السبعي دون رحمة وتفرش بساط حقد ووحشية على أرض الوطن ومنذ ذلك اليوم شحت المياه وأصبح وجه الشمس كالحا وذبلت الزهور وأدرك السبعي السر وثار بصوته في وجه الباطل مثل زئير أسد لا يهاب الموت حين يتعلق الأمر بالوطن ليبقى أدعياء الديمقراطية وحرية الكلمة هم القتلة بامتياز لكل حر وثائر "والإعلامي في الحقيقة هو شاهد على ما يجري حوله من قضايا وأحداث ومجريات يومية وشهيدنا السبعي كان من أولئك الشهود الذين كانوا يوثقون يومياً جرائم النظام السابق ويخرجون في المسيرات الثورية ..ولذا فالصحفي الشاهد قد يتحول في لحظات إلى شهيد كحال الشهيد السبعي الذي باغتته قوات المخلوع وأردته قتيلاً فكان شاهدا في الدنيا على قبح وبشاعة نظام المخلوع البائد وشهيداً في الأخرى اختاره الله على درب الحرية والعدالة والمساواة.. رحمة الله تغشاك نم قرير العين أيها الشاهد الشهيد..!!
هشام الشبيلي
السبعي في ذاكرة شهداء الإعلام 1909