لا أدري ماذا أكتب فقد كتبت الكثير, ولا أستطيع الصياح والتحدث والاستنكار فقد صحت وتحدثت واستنكرت كثيراً, ليس أنا فقط بل كل الشعب اليمني فأنا جزء من هذا الشعب الذي يعاني وسيظل يعاني إذا لم تفرض الدولة هيبتها ،يمشي المواطن في الشارع وهو خائف من السيارات المفخخة أو من المسلحين الذين يتبخترون في الشارع بكل حريه لأنه يعرف أن الشيخ سيدافع عنه بكل قوة ويعرف أن هيبة الشيخ أقوى من هيبة الدولة ونعيش في الظلام بسبب قبيلي يقوم بضرب الكهرباء ولا يعرف أنه يخرب وطنه ويفجر أنابيب النفط ولا يعرف أن اقتصاد بلاده يقوم عليه, فقد خرجنا بثورة وضحينا بآلاف الشهداء والجرحى من أجل الدولة المدنية دولة النظام والقانون.
لكن يا ترى ماذا تقول أم الشهيد عندما تشاهد مستقبل اليمن وهو لا يزال تحت طائلة شيخ أو متنفذ لا يعرف يكتب اسمه ولا يعرف يدير حارة أو قريه إلا بالنهب والنصب والاحتيال.. آسف يا أمي فقد كانت دماء ولدك كوقود للثورة التي قام بها الأحرار ويسرقها الأنذال فمن هو المستفيد من هذا التخريب ؟ وما ذنب إخواننا الأبرياء الذين قتلوا في السبعين وكذلك الأطباء في مستشفى العرضي والكثير الكثير من الأبرياء الذين ضحوا من اجل هذا الوطن الغالي .. فهذا الجندي يسهر الليالي من أجل أمننا والطبيب يداوي جراحنا كي لا نتألم والطفل الذي يسعدنا ويسلينا والأم التي هي سر سعادتنا... متى سنعيش بأمان ؟ سوف ننتظر هذه اللحظة التاريخية أن تتحقق، سوف ننتظر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بعدها سنقرر إذا كانت دماء الشهداء وقود من أجل الكرسي أم من أجل مستقبل اليمن الواعد.
أمجد الحمزي
متى سنعيش بأمان؟ 1389