في الحادي عشر من فبراير 2011م أعلن الجنرال /عمر سليمان بحوالي 15 كلمة بياناً طوي فيه صفحة 30سنة من حكم مبارك المثقل بالماسي التي شملت كل نواحي الحياة وتعدى ضررها الحدود الجغرافية فوصل قطاع غزة عبر المشاركة الفاعلة في الحصار بل وخنق القطاع بالجدار الفولاذي. ظن الجميع أن الثورة انتصرت وأن النظام سقط فهللوا وكبروا, والحقيقة أن الذي سقط مبارك وليس النظام. ظهر ذلك جلياً في محاربة الرئيس مرسي وانتهاءً بعزلة وأحكام القضاء ومهرجان البراءة لجميع خصوم ثورة يناير وختاماً التنكيل برافضي الانقلاب إلى حد إعلان الإخوان جماعة إرهابية . وما يجري حالياً هو عودة النظام القديم بوجوه جديده. وما يحدث الآن في الشارع هو استكمال للثورة وهو ما كان يجب أن يحدث بعد سقوط مبارك وكثرة الضحايا هو ثمن التأخير واختيار نهج الإصلاح بدلاً عن النهج الثوري. في اليمن يبدوا الأمر شبيهاً إلى حد كبير فالثورة تمخضت عن مسخ سمي المبادرة الخليجية التي ولدت خدجاً سمي حكومة الوفاق . والسفاح الذي تم بين العملية الثورية والعملية السياسية نتج عنه مولودا بيدين, الأولى تبني والأخرى تهدم بمعول الحصانة والوفاق. كل ذلك تم بمبرر الخوف على الوطن والحرص على الدماء التي سالت أصلاً والهروب من شبح الحرب الأهلية. وها هي الأيام تكشف أن النموذج المصري ضروري فالمواجهة بين الثورة والثورة المضادة اصبح وشيكاً وحتمياً ويبدوا أن ثمن المواجهة سيكون باهضاً بعد أن رتب المخلوع أوراقه مستفيداً من عامل الزمن . حاول الرئيس هادي خلط الأوراق من خلال المضي في هيكلة الجيش واستبعاد الأهل والأقارب ولكن ما حدث في أبين والمنطقة الجنوبية وكارثة وزارة الدفاع وانتهاء بقذيفة الضالع, يكشف أن أقارب صالح بالتبني في الجيش اكثر منهم في القرابة والنسب. الرهان الآن على الرئيس هادي باستكمال تطهير المؤسسات من عناصر الفساد خاصة مؤسستا الدفاع والأمن. والرهان الأكبر على ثوار فبراير فلا احد احرص على ثورتهم واستكمالها منهم فقد دفعوا فيها خيرة شبابهم. الرهان على وعي الثوار والاصطفاف خلف مشروع وطني واحد وعدم التغافل ولعب دور (شاهد ماشفش حاجة). اليقظة والحذر وممارسة دور الرقيب على كل مؤسسات الدولة والعودة للساحات حال استشعار الخطر هو الدور الذي يجب أن يمارسه الثوار وهو واجبهم الذي ينبغوا أن يؤدوه في مرحلة بناْ الدولة.
سامي شاكر الحميدي
النظام القديم بوجوهٍ جديدة 1307