ما يجري اليوم من تآمر على البلد وما تواجهه اليمن من تهديدات خطيرة تحتم على أبنائها الشرفاء الوقوف صفاً واحداً أمام كل المشاريع الفئوية والطائفية المدمرة التي تعد حصاداً للسياسات الخاطئة للسلطة السابقة والتي من شأنها تمزيق الوطن ومسح تاريخه العريق المبني على القيم الوطنية.
نحن كأبناء لهذا الوطن لا يجوز لنا الصمت عما يجري الآن من قبل أشباح الفساد والقتل وهم يعبثون بأمننا بل ويقودون هذا الوطن إلى مستنقع التشطير والحروب الأهلية التي لا تعود بالفائدة إلا عليهم وهنا فإننا نحمل السلطة المسؤولية عما يجري وما يحاك ضد الوطن من مؤامرات وعليها أن تقوم بواجبها الذي وجدت من أجله لتوقف كل هذه المشاريع التدميرية وعدم الرضوخ لأصحابها وتعريتهم بأي حال من الأحوال .مالم فأن الشعب اليمني سيجد نفسه مضطراً للدفاع عن مكتسباته الوطنية وأمنه واستقراره إذا تخلت الدولة عن مسؤوليتها واستمرت في إتباع سياسة المداراة ومفاوضة الأطراف المخربة والمعرقلة لمجريات التغيير في اليمن مما يجعل هذه القوى الشيطانية في مأمن وتفلت من العقاب مرة تلو الأخرى فيغريها ذلك إلى الاستمرار في غيها وبغيها والعمل على تأجيج الشارع من خلال قطع الطرقات وضرب أنابيب النفط وألياف الكهرباء والاختطافات مستخدمتاً المال المدنس الذي نهبته من قوت الشعب المغلوب على أمره .
فما حصل في الأيام القليلة الماضية من اقتحام لمجمع العرضي وارتكاب تلك المجزرة المروعة ما هو إلا دليل واضح على بشاعة مرتكبيها ودناءة وانحطاط أخلاقهم والأهداف الخبيثة التي يسعون إلى تحقيقها بعد أن شعروا إن الزمن قد تجاوزهم ولا مجال لاختطاف اليمن من جديد وهم بذلك أرادوا توجيه رسالة بهذه الجريمة وسابقاتها وغيرها من أعمال التخريب وصولاً إلى الهبة الحضرمية تأتي في سياق مسلسل ممنهج مخرجه واحد يرى في اليمن ليس سوى ضيعة يملكها ولا يحق لها أن تقرر مصيرها لكن عناية الله بهذا البلد أفشلت كل هذه المشاريع ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله .
على السلطة الحالية بكل مكوناتها أن تعي حساسية وخطورة المرحلة, وان تجعل انتمائها لليمن فوق كل انتماء حزبي أو طائفي ..عليها أن تعمل بجد وان تتخلى عن المماحكة والخلافات التي لن تزدها إلا ضعفاً وهواناً ..عليها أن تفوت الفرصة على هؤلاء المجرمين وان تحاصرهم وان تحبط مشاريعهم التدميرية, وان تعمل على فضحهم وتعريتهم أمام الشعب ليحاكمهم على أفعالهم النكراء ويقول كلمته الفصل في حق هذه العصابات الإجرامية التي ظلت على مدى نصف قرن من الزمن تعبث بحاضر ومستقبل هذا الوطن ..وتريد حالياً أن تفرض إرادتها بمنطق القوة لتعيد إنتاج نفسها وفرض تسلطها واستبدادها من جديد ولايهمها إن كان الثمن هو حرق هذا الشعب وتقديم الأشلاء والدماء قرابين لبلوغ أهدافها وغاياتها المريضة وإدمانها البقاء في كراسي الحكم.
صالح عبدالله المسوري
جريمة العرضي..وتحالف فاقدي المصالح مع القاعدة 1435