طبعاً لا.. تقول الشابة الملتزمة والمتدينة, لذلك ننصحك عزيزتي أن تكوني منفتحة العقل عندما تقرئين هذا المقال أو قد تغضبين علانية ولكنك في قرارة نفسك قد لا تغضبين..

قد يحدث هذا في يوم من أيام السنة وخاصة في موسم الأمطار وأنت واقفة على قارعة الطريق بانتظار الباص أو الحافلة العامة، التي تنقل عامة المواطنين من منطقة لأخرى ـ والشوارع موحلة قد تنهمر الأمطار بين لحظة وأخرى وأنت محصورة في مكان تحاولي تجنب الأوساخ ويماه الأمطار التي تملأ الشوارع وفي نهاية الأمر تصلين إلى مكان عملك أو منزلك وقد تلوث حذائك واتسخت ملابسك بمياه ومخلفات الشوارع الموحلة.

هذا الوضع بد يدفعك للتفكير في مخرج من هذا الوضع البائس فتقولين في سرك ليتك تتزوجين من رجل واسع الثراء، عند ذلك لن تحتاجي إلى الوقوف هكذا بانتظار الحافلة أو الدباب بل ستكون لديك سيارة خاصة يمكنك شرائها وقيادتها بنفسك وسيجنبك ذلك الانتظار الطويل من أجل فرصة الحصول على وسيلة مواصلة رخيصة مثل عامة المواطنين. ويمكنك أن ترتدي المعاطف الثمينة للوقاية من الأمطار.

ثم تقولي وداعاً لشراء المأكولات من المطاعم الرخيصة ووداعاً للقلق في ارتفاع الأسعار ووداعاً للدفئة السيئة والحمامات الضيقة، وفي المقابل مرحباً بالسجاد السميك والستائر الذهبية الفخمة والأثاث والأجهزة المنزلية المتطورة, ومرحباً بالثياب الفخمة داخليةً وخارجية, والعباءات الفخمة الخليجية والمغربية المطرزة، ومرحباً بالموائد العامرة بكل ما لذ وطاب من أصناف الطعام وأصناف الفواكه العديدة المحلية والمستوردة، وعظيم و... إلى ما هنالك أن أسهل طريق لتحقيق هذا الحلم على ما يبدو هو زواجك من رجل واسع الثراء ـ شيخ له وزن ومركزه في البلد أو رجل أعمال أو مسئول كبير في الدولة أو مدير بنك خاص ومشهور... إلخ.

ولكن ذلك لن يحدث بطريق الصدفة ـ وربما يحدث صدفة في غمضة عين ربما يمر بك مليونير أو ملياردير في مقر عملك أو في السوبر ماركت، فقد تعجبين بشخص وشخصية وقد تحبين هذا الرجل للطفه وروحه المرحة وسخائه وكرمه، ولكن ليس من الجمال في شيء أن تفضل الرجل افني على الطبيب الفقير الجائع، أو الموظف في أي مصلحة حكومية أو شركة أو المهندس الذي يعمل في شكرة من الشركات، لمجرد ما سيؤمن لك الغني من عيش رغيد ستكونين هكذا أشبه بامرأة تبيع جسدها.

من هنا فإن الزواج من أجل المال هو تصرف صعب ومشين وبعيد عن الأنوثة يدخل فيه من الحسابات أكثر مما ينبغي، تلك هي أحلام المراهقات والكثير من الفتيات اللاتي يحلمن بالقصور الفخمة والمجوهرات والذهب والسيارات الفارهة حتى ولو بعن أنفسهن للشيطان، المهم، رجل حتى ولو كان طاعناً في السن سيء الطباع والأخلاق لا يعير للدين أي اعتبار، وقد يكون رميم الوجه وذو شخصية عدائية، أقول لكل فتاة.

هل تلك الأحلام بعيدة عن المعايير الأخلاقية؟ ربما ولكنها تبقى أكثر واقعية من الاعتماد على القصص الخيالية من أن القدر سيكافئ الفتاة البريئة الملتزمة والمتدينة والتي تنتمي لأسرة فاضلة.

إن تلك الفتاة والتي تتمتع بعقل ناضج وإيمان راسخ وأخلاق فاضلة نبيلة وأسرة عريقة ستوفق بشريك الحياة الذي تتوفر فيه مميزات الرجل الفاضل الصالح الذي ينشد الاستقرار والحياة الزوجية السعيدة وبناء أسرة مسلمة محاطة بورود الحب والمودة والرحمة.

ليس خطأ أن تسعى الفتاة للزواج من المال الوفير طالما أن هذا المال حلال وأن الزوج لا يعاملك كجارية أو مثل أي قطعة من قطع أثاث البيت بل يحترمك ويحيك بالرعاية والأمن والأمان والحب ويقوم بواجباته الزوجية والمعيشية على أكمل وجه ويمتاز بسمو الأخلاق والمرح والبشاشة ويمنح بيته وأسرته القسط اللازم من وقته حتى ولو كان صاحب مركز مالي مشهور أو منصب كومي له وزنه.

لقد توفرت لنا اختيارات لأساليب العيش تتجاوز كثيراً ما كان متوفراً لأمهاتنا وجداتنا وصار القرار بالزواج لأجل المال أقل قبولاً اليوم مما كان عليه، ومع ذلك فإن يبقى أفضل لك من تضحيتك باستقلالك في سبيل المال الذي يأتي من زواج أو جدته عواطف جامحة ولكن عليك أن تسأل نفسك عمن هي الأكثر سعادة والأكثر اكتفاء.

الزوجة العاملة أم تلك التي تجعل مهمتها أن تكون زوجة؟