ما تجيده الأنظمة (في البلدان العربية) هو القدرة المستمرة في صناعة الانكسار وفي ضخ روح الانهزامية لدى الشعوب التي تعيد إنتاج زمن الهزيمة بوصفه الزمن الملائم لبقاء هذه السلطات والأنظمة.
السياسة الأميركية تعول على الاعتماد على الأنظمة العربية الأكثر انبطاحاً ولهذا تدعمها وهذا كون الغرب ونظام المصالح والشركات التابعة له كلها تدرك أن هذه الأنظمة هي أفضل من يحمي مصالحها وتؤمن بان لا تمرد يأتي من هذه الأنظمة خلافا لأنظمة أخرى ديمقراطية منتخبة من شعوبها تهدد مصالح الغرب اذا كانت السياسة العربية تهدد مصالحها ومستقبلها.
أن الثروات العربية في ظل أنظمة ديمقراطية معنية بالتنمية وحقوق الإنسان لن يبقى منها شيء يصبّ في خزائن أميركا والدول الطامحة.
إنّ المجتمع العربي ما زال مسلوب الإرادة ومصادرة حريته بسبب الإنتاج المستمر لصناع الهزيمة، وهذه المجتمعات لا يرتبط جمودها أو تطورها ببقاء السلطات والأنظمة السياسية أو زوالها.
ومن اجل استمرار الإذلال العربي للغرب نجد أن كثير من المؤسسات المحلية والدولية الأجنبية تعمل بكل ما بوسعها لنشر العادات والتقاليد المنحلة بين وسط الشبابي تحت مسمي" الحرية الشخصية" و" الحرية الإنسانية" التي تهدف إلي تصوير الإسلام بأنه يقيد الحريات الإنسانية والشخصية فلابد من التحرر منه ،هم يردون تمزيق النسيج الأخلاقي الديني الذي رسمه الإسلام للبشرية.
ولعل أمر مواجهة العادات المعادي والمغايرة لثقافة أمتنا العربية يرجع إلى مدي وعي الشاب ذاته بعدم الانجرار والتلهث خلف ما تنشره المؤسسات الدولية والعربية في وسائلها المختلفة والوسائل الإعلامية من معلومات وعادات وتقاليد وأفكار بعيدة كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا والتي تهدف إلى إبعاد شباب مجتمعنا عن عاداته وتقاليده السامية.
إيمان سهيل
الأنظمة العربية..مصانع لإنتاج الانكسار 1336