لا يتولى علينا تاجر يعمل في أسوقنا، أو صاحب مصانع منتجة لما تحتاجه البلد داخلها أو خارجها، فعندما يتولى هؤلاء يفسد الجو السياسي والأمني ويرتفع في السوق قيمة شراء السلع، فتظهر على الساحة في ظل قيادتهم مظاهر الفساد في كل الميادين ويخترق القانون، إما لأن الوالي يريد رفع قيمة منتجاته واستيراداته في السوق، أو لأنه يخاف من الانتهازيين أن يعتدوا عليها فيجامل الأقوياء على حساب الضعفاء، وأصحاب الأموال الأغنياء على حساب الفقراء، فيظهر عدم السيطرة على الحياة ويغيب العدل لدى الحاكم التاجر إما خوفاً وإما طمعاً، أما العساكر فقد أثبتت التجارب التي مرت بنا في العالم العربي خاصة منذ ثورة شعوبنا على الاحتلال الغربي وتحررها وأولها ثورة 23 يوليو في مصر, أنهم أفشل القيادات وأسرعهم للقضاء على البنية التحتية للشعوب اقتصادياً وأشد تسلطاً من الاستعمار نفسه، وافتقدت الشعوب في ظل حكمهم كل مقومات العيش الشريف ومظاهر الحضارة، فلا خدمات عامة ولا اقتصاد قوي بل ولا حرية، فهم وحوش مفترسة للميزانيات السنوية التي يجمعوها من عرق الشعوب وديون الخارج فنسمع رقمها ولا نرى صرفها، ويسمون الجهل علماً والمرض صحة والفقر حرية، والتخلف تحرر، قارن بين شعوبنا وشعوب شرق آسيا التي تحررت معنا من الغرب وحكمها المدنيون وفي مقدمهم اليابان التي نهضت على قنابل هيروشيما وناجازاكي لتعرف مدى جريمة حكم العسكر لبلادنا، ومن أخطر من يجب منعهم من يريد أن يتولى قيادتنا بمفهوم الانحلال الغربي ويبني حياتنا عليها فكراً وسياسة ونظاماً واقتصاداً، وينقلون تعاليمهم من أسيادهم الذين لا يريدون لنا قيادة ولا سيادة ولا نهضة، وتتبع هؤلاء الفرقاء الثلاثة كيف وقفوا في وجه الربيع العربي وتجمعهم في مصر للغرض نفسه وهو منع تحرر الشعوب منهم ليجهضوا مولود الحكم المدني ويقضوا على الحرية والعدل والدين والعرض وكل هؤلاء حكمونا في اليمن قبل الوحدة وبعدها فنحن نجني سوء قيادتهم فهل سيعودون؟؟
د. عبد الله بجاش الحميري
لا يتولى علينا هؤلاء 1426