تحثنا الذكرى الحادية عشر لاستشهاد جار الله عمر إلى إعادة النظر في الكثير من معتقداتنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها ونؤمن بأهمية الدفاع عنها كونها الغاية المنشودة لجمهور المواطنين واللبنة الأساسية لأي كيان يريد بناء نفسه على أساس سليم وقوي ومتماسك على نحو يبين مدى التزامنا بها كأخلاق وقيم إنسانيه نبيلة وشرطا للنجاح والتقدم كما ومدى تقبلنا للنقد الإيجابي والبناء حال خضعنا لتقييم حقيقي إزاء ذلك.
لقد حقق الشهيد جار الله عمر اعلى درجات الالتزام الوطني والثوري والإنساني بقيمه ومبادئه وعاش مخلصا لها على نحو يؤكد أن المعتقدات الحقيقة ليست شعارات مفرغة بل هي فعلا واقعيا وملموسا وان إسقاطها على كافة تعاملاتنا اليومية بمختلف مسيماتها ومستوياتها وتعددها بعيدا عن الزيف والتنطع والاستهلاك الدعائي هي الطريقة الوحيدة لبقائها وديموميتها.
وبذلك افنى الشهيد جار الله عمر حياته مناضلا جسورا في سبيل تعزيز قيم التسامح والمساواة والعدالة والحقوق المكتسبة ولم يكن بد يوما جهويا أو مناطقيا أو ميالا لقريب أو حسيب , كان رفيقا حقيقيا ومجسدا فعليا لكل المبادئ والقيم التي امن بها, ومثالا للتعاون والعيش من اجل الأخرين إذ يندر أن تجد حلا لمشكلة ولم تجد بصمة جار الله عليه مهما اختلف حجمها.. كان كثير التواجد داخل حياة الناس وهمومهم ومشاكلهم , كان ذلك السهل والمتواضع والصادق والنبيل والمتسامي.
يرى جار الله عمر أن تقدير الفرد وصون حقوقه اعلى درجات العدالة والديمقراطية وان الديمقراطية منظومة متكاملة لا تتجرأ , أساسها المواطنة المتساوية واحترام العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين وصيانة الحريات والحقوق الأساسية دونما تمييز لأي سبب كان والقبول بالتعددية الفكرية والسياسية وعدم الاكتفاء من الديمقراطية بالتسمية ومظاهر الزينة الخارجية , وهي ذات الفكرة الواسعة التي عاش لها ومات من أجلها.
وضاح الأحمدي
المبادئ بحسب جار الله عمر 1187