هكذا تلهج الحناجر السورية المعذبة ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق شرارة الثورة والى يومنا هذا مالنا غيرك يالله.
إن ما يحدث للشعب السوري من اكبر عملية قتل وإبادة صفوية ممنهجة في العالم لا تخفى على احد فالمجتمع الدولي ابتداء من الأمم المتحدة مرورا بالجامعة العربية ثم الحكومات كلها متآمرة ولا يختلف في ذلك اثنان فالحال السوري الجريح مابين أكثر من ستة ملاين مشرد داخل سوريا هربوا من الحقد الأسود الذي لا يفرق بين إنسان أو حيوان إلى الأرياف ومنها إلى الحدود وإضافة إلى أكثر من أربعة ملايين مشرداً داخل دول الجوار وما يقارب من أكثر من مائتي ألف جريح ناهيك عن المفقودين والمعتقلين والشهداء وووووالخ
فمن صميم الجرح وهول المأساة التي تتكرر حتى أعتدناها كاعتيادنا لطلوع الشمس والليل والنهار فاللسان تعجز أن تشرح العذاب والويل الذي يكابده الشعب السوري فللقتل الممنهج الصفوى حكايات وللاغتصاب حديث آخر وللدمار الذي ما ترك حجر على حجر مشاهد مرعبة ومخيفه للغاية في ظل صمت مطبق والصمت علامة الرضا
في سوريا ذبحت الإنسانية من الوريد إلى الوريد ثمنا للحرية والكرامة ولم تنته المأساة بعد فلو كان ذلك يحدث مع حيوان لتحرك العالم بأسره دول ومؤسسات ومنضمات وكيف لا وقد تحرك العالم الغربي والصليبي من اجل ١٦إمرة مسيحية داخل سوريا وكل يوم ينكشف الستار ليتبين للناس حجم المؤامرة وبشاعة الخذلان
أيها الإنسانية من الخليج إلى المحيط ولا أكثر هل ترضيكم المشاهد الإنسانية للنازحين والمقيمين في المخيمات وأمواج الصقيع والبرد والشتاء والثلوج والأمطار والرمال تتقاذفهم ولا يجدون ابسط المقومات لتيسير أمورهم بعد أن تدثرت مخيماتهم بالثلوج ؟ وهل يرضى أحد إن يرى ابنه أو بنته أو أمه في ذلك المشهد الذي ينفطر له القلب ويندى له الجبين ؟بعد أن جاعوا حتى أكلوا أوراق الشجر وأكلوا لحوم الكلاب والقطط وووووالخ وهذا وصمة عار في جبينكم قبل المجتمع الدولي الذي نزعت منه الإنسانية فالمجتمع السوري كريم فلقد استقبل لاجئي حرب العراق من قبل وحزب الله في ٢٠٠٦م وأسكنوهم في منازلهم ولم يتركوا خيمة واحدة صحيح إن هناك مؤسسات تعمل غير أنها لا ترقى إلى حجم الكارثة الإنسانية وهناك جهود ولكنها قليلة والمنح الدولية تخضع لدلالات سياسية كأخذ ورد لمساومة الشعب الجريح على عزته وكرامته مقابل لقمة عيش أو كبسولة دواء.
ومن هذا المنطلق فالشعب الصابر المناضل سينتصر وما يجري هو امتحان للآخرين ولكن هل تبقت للعروبة قلوب أن صح التعبير؟ إلا ما شاء الله فالمشاهد مؤلمة ومخيم الزعتري في الأردن ابسط دليل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وهناك أمل وأخيراً سوريا الشقيقة تستغيث النخوة أن وجدت وتطرق الأبواب هنا وهناك في ظل مراوغة المجتمع الدولي وصمت الأمم المتحدة وخذلان الموقف العربي وقد استشعرت كل ذلك من البداية فعلى حالها الجريح تفترش وتلتحف السماء رافعة اكف الضراعة وقد تذوقت ملوحة الدموع ولم يتبقى في الفم سوى الرمق ولسان الحال (مالنا غيرك يا الله)
أديب الحميدي
مالنا غيرك يا الله 1627