رنوت إليها من على بعد فحانت مني نظرة إلى الماضي البعيد ، سرحت بي أفكاري بعيداً في عوالم العلم حيث كنا ننهل العلم من مناهل متعددة فكان علمه ينهل علينا كقطرات المطر ليحلق بنا في ربوع الأمنيات علنا نختط رحلتنا للحياة عبر المنهجية القرآنية مستلهمين من التاريخ ملامح المستقبل هكذا عرفناه كالغيم ما أن تراه من على بعد حتى نستبشر بالخير وهكذا كانت كتب عالمنا الجليل عبد الملك الشيباني كتب تأبى إلا أن تجعلك ملك لها تأخذك معها في عوالم التاريخ وتجول بك في مرابعه عبر رؤية واقعية تأبى إلا أن تستنير بنور الحاضر وأضعت أمام عينيك رؤى مشرقة لواقع طالما صبت نفسك إليه غادرنا الشيباني ولم يغادرنا علمه رحل عنا ولم ترحل كتبه ودعنا وما ودعتنا أحلامه بكيناه خوفا من أن نفتقد أطروحاته و رؤاه لقابل أيامنا .أردناه بيننا وأراده الله بجواره افتقدناه وهو بيننا حاضر بعلمه وكتبه فكيف وقد أفضى إلى ربه معلمي الشيباني اسمع باسمك فتلوح لي كتبك فإذا الحروف تنبض بالحياة تخبرني عن حلم إرادتنا أن نكون جزء منه فتشربناه فكراً وأقصيناه واقعاً بيد أني على يقين انه سيغدو واقعاً يوماً ما في حياتنا
ياقوت العواضي
للراحل الشيباني..غيوم ملبدة 1325