عندما تتابع رؤية الأحزاب السياسية لما بعد الحوار الوطني، يتضح لنا الفجوات الخطرة على جدار الحوار، ويظهر منها أن الحوار كان لمجرد الحوار، ولم يكن له برنامج واضح المعالم لحل قضايانا العالقة والوصول لأرضية مشتركة تقوم عليها دولة النظام والقانون، ولهذا نشط دعاة الطائفية بالحرب في صعدة، وظهر دعاة الانفصال في مناطق الجنوب وتقوت قوى الإرهاب الظاهرة والخفية لينفذوا من نوافذ الحوار التي لم تغلق شروخ الخلاف في حوارها لعدم توفر الكفاءات الحوارية، لم يستطع مؤتمر الجوار أن يضع قواعد مشتركة لدولة النظام والقانون، ويزيل شبح الخلاف الحزبي المصالحي، ومن خلال متابعتنا لرؤى كل حزب بمفرده لما بعد المؤتمر تتضح تلك الفجوات التي تنزع الثقة بين مكونات المجتمع الحزبي والمناطقي والطائفي، ولا تجد من رؤاهم ما يؤدي للسير في الطريق الموصل لبناء يمن جديد بلا آلام ومنازعات، يمن واحد بدستور واحد يخضع له الجميع ويحترم لوائحه وأنظمته، وهذا يدلنا على مدى التبعية الخارجية والمصلحة الذاتية لأحزابنا ومكوناتنا الشعبية، كنا نتصور أن رؤى كل حزب وكل مكون مناطقي أو طائفي قد طرحت على المؤتمر وفرز عناصر الاتفاق ونوقش محل الخلاف وصوت على النافع منها، لتكون ملزمة للجميع لمصلحة اليمن الواحد، وكنا نؤمل أن تتوافق بعض الأحزاب على رؤى مشتركة أساسية واحدة وتقدم برنامجا قويا مشتركا قبل الحوار، لتكون قوة متساندة تقدم حلولا لحماية كيان اليمن الواحد، بل كنا نتوقع من هيئة الحوار أن تفرز رؤى الأحزاب والمكونات الاجتماعية والشعبية محل الاتفاق، قبل الحوار ويناقش المؤتمر فقط الأطروحات المختلف فيها لتضييق فجوات الرؤى المختلف فيها بالحوار المسؤول القائم على ضوابط الحوار المتفق عليها في كل حوار يقوم بين أنباء الوطن الواحد، وقد أصبنا بالذهول ونحن ندرك توسع الفجوات بعد الحوار من رؤى كل حزب لما بعد الحوار، وكأن حوار لم يتم، ومن هنا فنحن نحتاج لوعي جماهيري تقطع الطريق على كل مرتبط بجهة خارجية لا تريد لليمن وحدة ولا استقراراً امنياً واقتصادياً ولا تنمية في كل اتجاهات التنمية.