;
محمد الحميري
محمد الحميري

جميعنا شركاء في الحالة التي وصلت إليها البلاد 1384

2013-12-25 18:59:47


حالنا اليوم كله مآسي وفتن واضطرابات أمنية وفساد أخلاقي أصاب القيم الفاضلة في مقتل والتي كان يتحلى بها المجتمع، نعيش واقعاً مضطرباً وغير مستقر وتفككاً مجتمعيا غير مسبوق، وأمامنا مستقبل مجهول بل ومخيف، وكل فرد أو جماعة أو قبيلة أو حزب، عندما يتحدث عن واقعنا يكيل كل التهم على غيره، ولا ينقد ذاته بشيء، ولا يحاول التفتيش عن أخطائه ليصلحها، وكل وقته مشغول بالحديث عن أخطاء غيره، والتعليق عليها، لا تستثنى أي فئة في مجتمعنا من هذه النظرة لذاتها وللآخرين، وواقع حالنا يسوء يوماً بعد يوم، ونحن بنفس التفكير والتوجه، والأولى بنا جميعاً إعادة النظر في مواقفنا وسلوكياتنا جماعات وفرادى، فلا شك أننا جميعا شركاء في الحالة التي وصلت إليها البلاد، مع تفاوت بالنسب، وأصبحنا بدون مرجعية جامعة وبدون معيار حقيقي نقيس به سلوكنا وتصرفاتنا مع بعضنا ومع وطننا، المقياس الغالب لنا جميعا الذي نقيس به من حولنا، إما حزبي، وإما قبلي وإما شخصي صلحي، وإما شللي، وغيبنا مقياس العدل بين الجميع وفق المعيار الإلهي:(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, إعدلوا هو أقرب للتقوى)..
 نتعصب لمن هو معنا حتى ولو كان مخطئا ونسب ونمقت ونعارض من يخالفنا في الانتماء السياسي أو القبيلة ولو كان محقاً، متجاهلين قول الحق سبحانه :( ولا تكن للخائنين خصيما)..
 نقدم المعايير التي ذكرتها على الكفاءة، ومن يتولى منا أمراً من شئون الدولة لا يستشعر أنه مسئول أمام الله على الجميع ويجب أن يعامل الجميع محباً ومبغضاً بمعيار واحد..
 يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال لسيدنا سعد بن عبادة: لا أحبك، وكان عمر أميراً للمؤمنين، فرد عليه سعد قائلاُ هل عدم حبك لي يمنعني حقاُ من حقوقي، قال عمر: لا، فكان جواب سعد: اذاً لا ضير، إنما يبكي على الحب النساء، فليس شرطاً أن يحب المسئول كل الناس بدرجة واحدة، ولكنه واحب عليه وشرط أساسي أن يعامل الناس معاملة واحدة وبمعيار واحد، أساسه العدل والمساواة.
هناك مخربون في وطننا لا يرجى صلاحهم بل إنهم يمارسون كل السوء ويتبعون كل الوسائل الشيطانية لإفساد الناس وتمزيق البلاد، فهؤلاء يجب أن لا يكونوا قدوتنا، وأن لا نقيس أعمالنا بأعمالهم وبالتالي نستصغر أخطاءنا مقارنة بجرائمهم، لنقنع أنفسنا أننا أفضل وأحسن، بل الواجب أن نضرب الأمثلة بالقدوة ونسع الجميع ونشعر كل أبناء الشعب أننا لا نفرق ولا نستأثر بشيء دونهم وأن المسئولية مغرم لا مغنا، نمارسها سلوكا وليس كلاما مناقضا لما نسلكه..
 أقول ما ذكرت ويشهد الله أني أتحسر ألماً للواقع المر الذي نعيشه، ولا أقصد أحد بعينه ولكني أقصد نفسي أولاً وربما أقصد قوى الثورة لأنها الجهة المعول عليها أن تخرجنا من الحالة التي نحن فيها وتضرب الأمثلة بالقدرة، ولأنها تحملت أمانة التغيير بمحض إرادتها، ليلتف السواد الأعظم من أبناء الشعب حولها إذا اطمأنوا لحسن أدائها وصدق توجهها لتحقيق المواطنة المتساوية، لأننا لن نستطيع أن نغادر الحالة التي نحن فيها إلا بوجود القدوة التي تحتضن الجميع وتشعرهم بالحرص عليهم، وتتعامل بمسئولية رجال الدولة لا بروح العصابة..
 ومالم نصدق الله أولاً ثم نصدق أنفسنا ونغيرها من الداخل فلن يتغير حالنا إلا إلى الأسوأ وصدق الله القائل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنسهم).
 اللهم غيّر أنفسنا إلى الخير وإلى ما تحبه وترضاه، وأصلح ذات بيننا واحفظ بلادنا من كل سوءٍ ومكروه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد