ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن فريق "الدنكتوشيون" بحكومة باسندوة وخاصة بعض "ترويكا" المستشارين بمكتب رئيس الحكومة وأمانتها العامة والقادمين في معظمهم للأسف من بعض صوالين بلاط صاحبة الجلالة, أو من صوالين السياسة ومقايل بعض الساسة للعمل في دهاليز "سرايا الحكومة" كمستشارين لرئيسها الأستاذ/ محمد سالم باسندوة.. ثبت أن هؤلاء مجرد فرقة "دنكتوشية" بامتياز تجمعهم "كلاسيكا" معارك طواحين الهواء العتيقة التي خاضها من سبقهم من سحرة نظامي حكومات الحكم الشمولي و" مطبلاته" حكومات ما بعد الوحدة وما قبل التغيير وإن كان من سبقهم يعزف على لحن محدد "سيمفونياته" الممجوجة, أما أوركسترا "ترويكا" حكومة باسندوة ومستشاريه "الدنكتوشيون" اليوم فهم الأكثر نشازاً وانفصاماً في معزوفاتهم و"مارشاتهم" التي تتسم بقرع طبول الحرب لمقارعة طواحين الهواء وتحمل شحنات من السادية و"الشيزوفرينا" المختلطة ولا يظهر تناغم وتجانس الفريق وأدائه إلا مع كلمة "مبعثرة" في جداول الكلمات المتقاطعة!! وبذلك أضافوا لرتم الحكومة "الفاشل" رتماً آخر من "الخسران" المطبوع "بفنتازيا" معارك طواحين الهواء "الدنكتوشية"...
*ليعذرني القارئ الكريم على الإسهاب في سالف السطور, لكني حاولت التقديم للموضوع من وجهة نظري المتواضعة قدر المستطاع, وعودً على بدء فإن حكومة باسندوة الوفاقية التي دخلت في "حالة موت سريري" ـ منذ نهاية عامها الأول ـ أي منذ نحو عام من اليوم وفي خضم عجزها الشنيع أمام استحقاقات المرحلة وفشلها الذريع في الاضطلاع بمهامها المنوطة ومسئولياتها وفي ظل انهيار اقتصادي وانفلات أمني واضطراب اجتماعي وتملل بل و تحلحل ثقافي وانحلال قيمي وعلى كافة المستويات من التراجع والتخبط والإفلاس كمنظومة قادت وتقود بها الحكومة البلاد نحو الهاوية وعبر نفق مظلم ـ لا يعلم مداه إلا الله ـ بعد شهور من الإبحار في بحر من دموع دولة رئيس الحكومة التي كثيراً ما انهمرت بسبب أو بدون سبب في عام حكومته الأول وبعد أن توقفت تلك الدموع مرة واحدة وجدنا الحكومة تبحر بالسفينة في أعالي البحار بلا محركات سوى مجاديف "بحر الدموع" وصار لزاماً على الجميع مواجهة الحكومة بالحقيقة حفاظاً على السفينة التي تضم الجميع حكاماً ومحكومين..
ولا شك أن السلطة الرابعة ممثلة بالإعلام ووسائله المختلفة هم الأكثر مسؤولية في زمن الحكم الذي يفتقد القيادة الرشيدة ويفقد البوصلة, فما البال بمن يخلط البوصلة في البصلة ويمزج الأولى مع الحوصلة ويخزن المحصول في غربال لا يلفه وعاء أو طربال وكل ثقب فيه يضاهي ثقب الأوزون في الغلاف الجوي, حتى أصبح التعثر لحاف التدثر للحكومة وما أفسده تناثر المحصول بلغ بين المشرقين والمغربين وصاح السفراء من روائح الفشل بعد أن حذر الخبراء من مؤشرات التدهور والإفلاس وبات الانهيار واضحاً للعيان, فأضطلع الإعلام بدوره وعلى رأسه الصحافة "صاحبتة البلاط والجلالة"، وكانت صحيفة "أخبار اليوم" الأوسع انتشاراَ والأكثر مهنية وحيادية في طليعة الصحف التي كشفت للرأي العام الحقيقة عبر وثائق وتقارير ومؤشرات وخبراء محليين وعرب ودوليين من منطلق المسؤولية الحرفية والمهنية والأخلاقية وبتجرد وشفافية عالية وضعت الرأي العام اليمني في صورة الكارثية الراهنة والعبثية الحكومية بمختلف مشاهدها وبالتزام مهني بآداب المهنة ونصوص القانون وعبر جملة من التقارير الموثقة والمدعمة بالأرقام والمؤشرات المستندة لخبراء الأمن والسياسة والاقتصاد والاجتماع كأفراد ومؤسسات ومنظمات داخل اليمن وخارجه وقدمت الصحفية ملفاتها التي تابعتها شخصياً خلال الشهور الماضية بتواتر مستمر بأسلوب الناصح والناقد نقداً بناء لا يحمل التجريح ولا يحمل التشهير موجهة ذلك للحكومة وكشفت بأمانة وإخلاص وبمهنية عالية وحرفية راقية للرأي العام وجمهور القراء دون إسفاف أو إسراف وبشفافية وموضوعية ورصدت بالأرقام والمؤشرات كل ما يتعلق بفساد الحكومة وكارثية سياساتها العقيمة وأدائها المتسم بالفشل تارة وبالعجز والضعف تارة أخرى وبالتمادي والتراخي والتهاون والتدليس والتجاوزات والمخالفات والخروقات تجاه معظم القضايا والملفات الوطنية أمنياً واقتصادياً واجتماعياً وليثبت أن الحكومة عاجزة وفاشلة عن وضع اللبنة الأولى لما بعد مرحلة التغيير الناجز في 2011م ورغم الالتفاف الداخلي والدعم الإقليمي والدولي الخارجي إلا أن الحكومة خيبت الآمال وضاعفت الآلام وصدمت مؤيديها من القوى الثورية والشبابية وفي مقدمتهم صحيفة "أخبار اليوم" كما بقيت اليمنيين..
الأسبوعان المنصرمان ورغم ما تمر به البلاد من معضلات جمة وما تواجهه من تحديات كبرى في مختلف الملفات من انفلات أمني وتدهور اقتصادي وانهيار اجتماعي وقيمي غير مسبوق وما يكشف عجز وفشل وإفلاس حكومة باسندوة ومستشاريه العتاولة الذين هربوا من كل الاستحقاقات الوطنية الحرجة والملحة والضرورية حولته مجموعة "الدنكتوشيون" في حكومة الوفاق بوصلتها المفقودة أو المعطوبة عطلاً أو تعطيلاً صوب صحيفة "أخبار اليوم" وفتحت الحكومة مدفعية بياناتها "الدنكتوشية" في الهواء وصارعت طواحينه كعادتها وانقلبت حكومة باسندوة وفريقها "الدنكتوشي" على أهداف ثورة الشباب ومبادئها وسخرت الإعلام الرسمي من فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع أنباء للهجوم على صحيفة "أخبار اليوم" وناشرها وكادرها وقذف الصحيفة بالزور والبهتان وتدليس وقح يجافي الحقائق ويقلبها رأساً على عقب بكيدية تفوق "إن كيدكن عظيم" وبإسفاف ملئه الإسراف في الكذب واستجرار قضية أصبحت منظورة أمام القضاء بين الصحيفة الصادرة عن مؤسسة الشموع والحكومة وسبق أن أصدر القضاء حكماً لصالح الشموع وصحيفة "أخبار اليوم", لكن أنى لمثل حكومة باسندوة التي انقلبت عن وعودها وتعهداتها لملايين اليمنيين في الساحات ونكثت بالتزاماتها المعلنة, أنّى لمثل هذه الحكومة التي تتغنى بتعطيل بعض نصوص الدستور أو تعليقها وتتجاوز القانون أن تحترم القضاء وأحكامه وكان الأولى بالحكومة أن تضرب "أنموذجاً" مشرفاً وأن تكون قدوة في تنفيذ أحكام القضاء والالتزام بها لأن تعطلها وتوجها بحجز الحكم ومنع تسليمه "نسخة" للمحكوم له وهذه واحدة من أسوّد صفحات حكومة باسندوة التي أصدرت البيانات وسخّرت الإعلام الرسمي عقب الجلستين الأخيرتين لها لمعركتها "الدنكتوشة" الخاسرة مع صحيفة "أخبار اليوم" مستخدمة الكذب والتلفيق والتدليس عبر إظهار خصومة الحكومة مع الصحيفة في قضية التعويض ومارست الحكومة ووسائل الإعلام الرسمية الإرهاب والترهيب والابتزاز والمساومة مع صحيفة "أخبار اليوم" في بياناتها المنشورة ومعركتها "الدنكتوشية" اللامسئولة بجهل أو بتجاهل وبغباء أو بتغابي أو بالأصح بافتقار للمسئولية المهنية والقانونية والأخلاقية التي سقطت عن الحكومة التي ظنت غياً منها أو تكبراً وتجبراً أنها بأسطوانتها المشروخة ستبتز الكلمة الحرة والمنبر التنويري و تثنيه عن دوره ورسالته بما أقدمت عليه من إختزال ما يتم نشره من فساد وكوارث تمارسها سياسات الحكومة العرجاء حيناً والعوراء حيناً والعمياء الصماء البلهاء أحياناً كثيرة.. الحكومة تريد اختزال فشلها وإفلاسها في قضية خصومة مع صحيفة "أخبار اليوم" ـ إنها "دنكتوشية" سافرة لحكومة لها ذات الغربال الذي كل ثقب فيه يكبر ثقب الأوزون في الغلاف الجوي ولم تفقه الحكومة ومستشاروها بعد أن قضية الصحافة والإعلام مع الحكومات أكبر من مجرد قضية "تعويض" سبق أن ربحتها الصحيفة بحكم قضائي تم اعتقاله قسراً بتوجيهات الحكومة وبتدخل سافر من حكومة تقول إنها باكورة تغيير ما بعد ثورة شعبية!!
لقد كذبت حكومة باسندوة على الشعب باختزال كل عثراتها في خصومتها مع صحيفة ودلست حيثيات الخصومة وفبركت وكذبت على الشعب وتدخلت في شئون القضاء وعرقلت تنفيذ أحكامه وصدقت تقارير صحيفة "أخبار اليوم" المستندة للوثائق والأرقام ولآراء المختصين والأكاديميين ولتقارير الداخل والخارج المعتبرة.. لقد كذبت حكومة باسندوة واستخدمت الإعلام الرسمي لمعركتها مع الإعلام الحر وذلك هو ما تقوم به الحكومات الشمولية والديكتاتورية ولا عجب في ذلك, فالطبع يغلب التطبع وها هي حكومة باسندوة في أيامها وأسابيعها الأخيرة وأصبحت من الآن أو كادت أن تصير جزءاً من التاريخ الذي صنعته ودوّنه أنصارها قبل مناوئيها.. إنها أفشل حكومة عرفتها اليمن.. تهانينا "أخبار اليوم" ولا عزاء لحكومة ديدنها الدموع والفشل ومصارعة الهواء والله من وراء القصد.
محمد عبد الملك القارني
الدنكتوشيون..ومعركة حكومة باسندوة الخاسرة سلفاً!! 1456