لست أدري كيف أبدأ ومن أين أبتدئ فما تفعله الجارة, يجعل أحلم أهل الأرض في حيرة !! وبين ذلك الشتات الذهني من تصرف الجارة تسارعت إلى خلدي عبارة مفادها "دعوا عدوتْ الحرية فإنها تؤدي المأمورية" المتمثلة في سباحتها ضد تيار أُمَّتها الإسلامية، وبسبب مأموريتها تحولت من شقيقة هوى إلى حية تسعى حازمةً في لدغ أُمتها من اليمن إلى الشام مروراً بتركيا ومصر، وإفراغ فيه سمها؛ لقد عقدت صفقة تحت سقف المأمورية فباعت الشام واليمن وقبلها "عمورية".
وكلما تساءلنا لم تسبح هذه الشقيقة ضد تيار الأمة الإسلامية ؟ لا نجد شيئا يشفي غليل تساؤلنا السابق غير عبارة "دعوها فإنها مأمورة" وقد تبدت لأمتها في صورة الكلاب المسعورة تنهش ما بين يمنها وشامها وإنه ينطبق عليها مقولة "من لا يملك قراره يملك دماره" يبدو من تعنت عُمان وسابقاً رفض عَمان والتآمر على الجيران ؛ أن الاتحاد الخليجي قد أحاطت به خطيئته وقد بدأت زلته, وسوف يضل سابحاً بينهما؛ ولن يصل إلى بر الأمان!.
إن السعودية لم تفكر -ولن تفكر يوماً - بالضغط على عُمان لتكرهها على انضمامها إلى "الاتحاد الخليجي"، وإذا ما زالت السعودية تُمنِّي نفسها بأن عُمان ما تزال تابعة لخليجها؛ فإنني أأكد -بما لا يدع مجالا للشك- أن هوية الانتماء ليس للخليج العربي بل للخليج الفارسي، إنها- أي عُمان- تقف موقفاً صارماً من كل العرب وتقف الموقف نفسه من الاتحاد الخليجي العربي لتولي وجهها نحو الفارسي؛ فقد وقفت سابقاً ضد توحد العملة الخليجية كما وقفت اليوم ضد فكرة الاتحاد برمته! لتحل بالخليج بداية أزمته هذا عن عُمان التي تنسجم مع حميمة الرومان "إيران" فماذا عن الأردن عَمان ؟ ولم لم تستجب سابقاً للفكرة نفسها أي فكرة الاتحاد الخليجي! عندما وجهت لها الدعوة نفسها؟ لأن هذه الأخيرة أيضاً "مأمورةً وأنفها في اتباع سياسة إسرائيل مأبورة ولو التفت إلى دعوة الاتحاد المضام سوف يؤلمها الخطام فإسرائيل ممسكة بالعروة الوثقى منه!
إن السعودية الآن وبعد التعنت العُماني قد أحست بتلك العزلة التي وضعت نفسها فيها من أقرب الأقربين؛ أنها قد عزلت نفسها تماماً عن أمتها وذلك عندما ارتمت في أحضان إيران وإسرائيل والأمريكان وتركت أمتها وراء ظهرها وشاركت بقوة في تآكل قوتها العسكرية والاقتصادية لقد بدأت تشعر بالخطر ولعلها قد بدى عليها أمرات الندم لكن يوم لم يعد ينفع الندم؛ فها هي أول قطعة حلوى تتذوق حلاوتها إيران بعد بيع الشام والجيران "عُمان" ظهرت في صورة قطعة الحلوى الأولى التي جعلت فم اتحاد الخليجي مراً والثانية "البحرين". فمزيدا من الانحدار؛ والسير نحو الانحسار أيتها الجارة التي جارت وعلى أمتها تعالت؛ (وكذلك أخذ ربك القرى إذا أخذ القرى وهي ظالمةً إن أخذه أليمٌ شديد) (واضرب لهم مثلاً قريةً كانت أمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً بإذن ربها فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع) (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون)
د.حسن شمسان
هل عُمان قطعة الحلوى الأولى لإيران؟ 1605