;
د.حسن شمسان
د.حسن شمسان

سرطان القيم أخطر من سرطان الدم 1623

2013-12-21 18:36:53


 اسمحوا لي أن أبتدئ مقالي ببيان نبوي قد يضع نقط الشروح على الأماكن الملتهبة من الجروح، إذ يقول من أرسله الله رحمة للعالمين "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على, المال والشرف, لدينه" فما قبل مفردة "أفسد" يرسم لوحة للخيال يصعب تخيلها أو استمراها فهناك أجسادٌ ممزقة ونازفة وأرض تسيل دما، ومصاصي دماء يلتهمون ويمتصون ,لا يشبعون ولا يعون , أما ما يأتي بعد مفردة "أفسد" فإنه مشهد يفوق الخيال فما الذي سيكون أفسد من تلك الصورة الغارقة في الفساد حتى الثمالة ؟ إنه "الحاكم الفاسد الدين" الذي يصور البيان النبوي لوحة استبداده بفساد أشد يتجاوز النسل إلى الحرث (سياسة الأرض المحروقة) إذا الحرص على (الثروة والسلطة) بنتج مستبداً مسيلاً لبحيرات من الدماء فالحاكم فاسد الدين, سرطان القيم، ينتشر فساده ويأتي على كل قيمة في جسد الوطن ليقتل فيه كل القيم الإنسانية والإسلامية، وإذا كان "سرطان الدم" يأتي على الإنسانية فرداً أو أفرادا، فإن سرطان القيم (الحاكم فاسد الدين) يأتي على الإنسانية جماعات فيمتص دمها ويفسد وعيها بإفساد تعليمها، فهو لا يعترف بالتجزئة بل يهلك كل ما يمت للحرث والنسل! فها هو في آخر حركة توسع قد أتى على خلية آدمية تتكون من اثنين وخمسين شهيداً، بغض النظر عن حركة طائرته في السماء التي أتت مؤخرا على خمسة عشر رجلاً! في حين أن كل حركة توسع في سرطان الدم قد تأتي على خلية أو خليتين في الدم -وليس في بني آدم -على الرغم من أن مكافحته بحقن الكيماوي مستمرة, فتخيل أنَّى سيتوقف سرطان القيم ! وصيدلية المبادرة تكافحه "بعقاقير التسامح" التي تصدرها شركة "سياسة التوافق" والتابعة للخارج الأمريكي الإيراني السعودي، ولها وكيلان محليان اثنان يتمثلان في العصابتين (الحوثية/الصالحية)! إنه عندما تتحول الأحزاب الفاعلة في اليمن من تجمعات ثورية تعمل تحت سقف الثورة وسنة التدافع إلى أحزاب سياسية "سوسة التوافق" التي تضل تسمح لذلك السرطان أن ينخر في جسد الوطن فإنه قريباً سيتداعى مثل الجُدُر الهرمة أو البالية وإنه كلما أسال سرطان القيم بحيرات من الدم، يخرج الطرف الوطني ليعلن عن جمعة الحزن أو الندم ! فخروج مسيرة حاشدة أو خطبة جمعة صاخبة تساوي بحيرة دم أسالها سرطان القيم تحت سقف هذه السياسة,

 إن هذا السرطان حُق له أن ينتشر أكثر ويتبجح أكثر ويسخر من المسيرات والجمع والجماعات ما زالت سياسة التوافق أو التسامح تتعامل معه تحت سقف القاعدة التبليغية "إن لطمك بخدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن حتى لا تخسره بكلمة متشنجة أو بيد تمتد لتمسك -فقط- اليد المبسوطة بالطمطم أو القتل. إن قاعدة التسامح لا تسمح لليد أن تمتد حتى للدفاع عن نفسها ! ألم يقل هابيل عليه السلام ذلك لقابيل (لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني فما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) بيد أن سياسة التوافق أو عاطفة التسامح زادت "ما أنا بباسط يدي لأمنع يدك من قتلي" لهذا موضة التسامح ترجح تقييد قضايا القتل والتفجير ضد مجهول حتى لا ينكشف ونصل ببلادنا إلى المجهول ظانين -ظن السوء- أن الذئب سوف يكف يوما عن مص الدماء وتقطيع الأجساد إلى أشلاء لماذا يضل الفقه العاطفي عند حدود قول هابيل وتنازله تجاه بسط قابيل ! وأين الفقه الموضوعي من قول إله هابيل وأحكم الحاكمين (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) فالمثلية تقتضي المطابقة في رد الاعتداء بالمثل (وسيلةً وطريقةً) !! فما دام المشرع قد أمرنا برد الاعتداء بالمثل فإن هذا يعني إقامة القصاص الذي فيه للمهمة أنجاز أو نجاز، فلم تسارع العاطفيون مؤولين في الآية "مجاز" والله يقول (ولكم في القصاص حياة) ولسان حال الأحزاب الفاعلة يقول "ولكم في التسامح حياة" ولسان حال الوطن الخبير ينبئنا يوميا "ولكم في التسامح فساد" !! وهذا ما تؤكده حال البلاد والعباد !! السرطان يسفك في المواطن دمه؛ وفي الوعي تعليمه وفقهنا السياسي العاطفي لم يتجاوز سقف التسامح ليضل رهين أو ميت فكرة المبادرة وهي "سياسة أو سوسة التوافق" لنجعل هذه السوسة مقابل اثنين وخمسين شهيدا "جمعة وفاء أو تسامح" وهي -بتصوري- جمعة الوفاء للمبادرة وأهداف الذئاب الذين يتزينون بزي الرعاة ! فالوفاء للشهداء يتمثل في التمسك بعروة الثورة الوثقى، لا التمسك بعورة المبادرة الخرقاء, وإن انتشار هذا السرطان في جسد التعليم -مثلاً - يفسره تفصيل درجة في كلية تربية إب تنسجم مع قسم يعاني من التخمة من كثرة الأساتذة الأكاديميين (علم النفس)، ويغض المفصل الطرف عن قسمي تكنولوجيا التعليم وقسم اللغة العربية؛ مع العلم أن الأخير تم إنشاءه حديثا وليس فيه إلا أستاذ مساعد واحد ومطلوب منا التعامل مع مثل هذا عبث بلغة التسامح التي ليس فيها حتى ذرة من تشنج !! أظن أنني صرت أنتمي مؤخر - وتحت سقف سوسة التوافق للقاء المتسامح أو لحزب التسامح اليمني للإصلاح والذي كان اسمه مسبقا التجمع اليمني للإصلاح فمزيدا من التسامح يا سياسة المشترك والإصلاح تجاه انتشار سرطان فتاك !! تزيده "عقاقير تسامح صيدلية المبادرة" فتكاً وللدماء سفكاً وللقيم انتهاكاً !!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد