لا تكاد تخمد فتنة هنا أو هناك حتى تشتعل مرة أخرى وفي مكان آخر من الجسد اليمني الذي يبدو مصاباَ بالشلل وليس بالحمى فحسب؛ فمن لودر أبين إلى شارع جمال في تعز إلى مستشفى الدفاع العرضي مروراً بدماج وحرض وحاشد وأخيراً وليس بأخير هبة إخواننا في الجنوب العزيز وعلى الساق الذي تقوم عليه كافة المكونات بمؤتمر حوار وطني شامل وفي وقت فتح المجال لكل من نالتهم عصا الظلم سابقاً في ذلك العهد المظلم الذي اكتنفته الكثير من الفتن والقتل والتشريد والهتك والسلب والنهب وكل ما هو قبيح سعى الشرفاء من أبناء هذا الوطن اليمني لتغيير الوضع عبر خطة استراتيجية محكمه حتى بزغ فجر الحادي عشر من فبراير المجيد ذلك اليوم الذي لطالما انتظره اليمنيون بفارغ الصبر ليفجر ثورةً شعبيهً سلميه أطاحت بأحد أعتى الأنظمة المستبدة والمستحكمة في الشرق الأوسط, فخرج الشباب اليمني كالورد ويحملون الورد في إشارة إلى أن ثورتهم ثوره سلميه لتجنب وتفادي منزلق خطير من الاقتتال الذي يدركون أن العائلة الحاكمة آنذاك ستستخدم كل ما في جعبتها وكل طاقتها لمجرد فقط أن يطرق احد مسامير كرسي عرشها ورغم الورود التي خرجت إلا انه حصل ما حصل من القتل والتدمير الذي لم يكن شباب الثورة الأبطال يتوقعون ذلك لسلمية ثورتهم ولكنهم بعزمهم وإصرارهم استطاعوا أن يصنعوا المستحيل فكان درساً من أفضل الدروس لكل الطامعين في أن يصلوا إلى سدة الحكم ولو على انهار من الدماء والأشلاء.
أما ما يحصل في مسألة قضية الجنوب العزيز الغالي على كل يمني حر يعتبر مأساة حقيقيه فالحراك المسلح ليس له علاقه بأرض الجنوب أيها العقلاء من أبناء جلدتنا في الجنوب بعد أن ظهر معدنه الإيراني القبيح إنها تلك الأطراف الإقليمية والدولية التي تغذيه وتمونه لمصالحها وليس خافياً ما يقوم به الفرس المجوس لإهلاك الحرث والنسل في بلاد العرب والمسلمين بحقد اشد عداوة من اليهود المحتلين لبيت المقدس فمصدر قوة الحراك المسلح وإن كانت شيئاً ما ضعيفة فمصدرها إيران المجوسية فجل الدعم يأتيهم من إيران ولكن عيون الشرفاء باتت لا تنام لرصد تحركاتهم المشينة على كافة الصعد والمناحي المختلفة في وقت تسعى ايران لامتلاك أوراق يمنيه بعد أن فقدت الورقة السورية ولو على جماجم أهل اليمن وما الاستعراضات العسكرية في الجنوب عنا ببعيد.
إننا لم نكن نتوقع أن ما يحصل اليوم في الجنوب خلال هذه الفترة والفترة السابقة سيحصل طالما أن تلكم الأرض مليئة بالعقلاء ولأننا ندرك أن أبناء الجنوب شرفاء لن يقفوا إلى جانب القتلة الذين يقتاتون ليومهم ويقتادون لغيرهم.
ومن هنا وبعد كل ما حصل ويحصل اليوم على الحراك المسلح أن يضع على جبينه وصمة عار لن تمسح من مخيلة اليمنيين وعليه أيضاً أن يأخذ درساً من ثورة الشباب السلمية التي استعادوا من خلالها حقهم المشروع فإذا كان للحراك حق مشروع عليه أن يستعيده سلمياً أما القوه فلا تواجه إلا بالقوة فلا يعتقد المغرر بهم من أنصار علي سالم البيض ومن على شاكلته انهم أقوياء بعملهم فلم يستهدفوا سوى الضعفاء الذي يقف على عاتقهم أن يحموا ابنا الشمال لأنهم مضيفين لهم وهذا حق الضيف فالحراك المسلح أغبياء بعد بزوغ فجر الحادي عشر من فبراير المجيد الذي غير مجرى اللعبة السياسية في اليمن التي كانت تحت الاستهداف الإقليمي شمالاً وجنوباً أرضاً وإنساناًَ.
فقد بلغنا أنكم أيها الداعون للفتنة وحمل السلاح أناس تحملون العداوة والبغضاء وتحبون الدماء فهل انتم كذلك إن كنتم كذلك فلا يمكن أن تعيشوا في أوساط الشرفاء الوطنيين الذين لم يكن همهم الوحيد سوى الحفاض على مكتسبات الوحدة التي رووها بدمائهم الزكية الطاهرة وعلى أرضهم المباركة وترابها الأصيل وعدم الارتهان لتلك القوى الإقليمية الساعية وراء مصالحها الدنيئة وما جزاء القاتل سوى القتل إنكم لن توفقوا في مشروعكم الهدام إنكم في ضلال وستكونون لقمة سائغة لأصحاب المشاريع الدنيئة فلا تكونوا كذلك طالما أنكم تعقلون فسيبقى الشمال مفتوح على مصراعيه لكافة أبناء الجنوب في حين سيبقى الجنوب أيضاً مفتوحاً على مصراعيه لكل أبناء الشمال لا يمكن أن يفرق بيننا سوى الكفر فنحن اخوه بإسلامنا أقوياء بوحدتنا تهون علينا جميعا مصاعب الحياة والأعباء التي تقع على كواهلنا يحزن أهل الشمال لحزن أهل الجنوب ويغيظهم ما يغيض أهل الجنوب وكذلك الجنوب يحزنه ما يحزن الشمال وما يغيض الشمال نفرح بفرحكم ونسعد بسعادتكم وانتم كذلك أما دعوات فك الارتباط فلستم من ينادي بها ولكنها دعوات خارجيه في احلك الظروف التي تمر بها السعيدة ستبقى صدور أهلنا في الجنوب مشرعه لأهلنا في الشمال كما سيبادل الشماليون الوفاء بالوفاء وسيقفون إلى جانب إخوانهم من أهل الجنوب أما من يرفعون السلاح بدعوى جاهليه فإنهم ليسوا سوى أدوات تديرها آيات وملالي ايران من اجل تحويل الجنوب إلى جحيم تستعر فيه نار حقدهم التي تنا طح قمم السحاب إن ايران التي تدعم اليوم وتؤوي لن ترحمكم غدا ولن تقدم لكم سوى الباروت لتحترقوا وفي وقت انتم في امس الحاجه إلى ابسط مقومات العيش البسيط فكونوا أقوياء بوطنيتكم وانتمائكم لهذا الوطن الجميل فأنتم إخواننا يسوءنا ما يسوءكم ويؤلمنا ما يؤلمكم ويصيبنا ما أصابكم ولأهل الجنوب الشرفاء والعقلاء أقول فها هو مؤتمر الحوار فتح على مصراعيه لتدخلوا أنتم أولاً من أوسع أبوابه وقد فعلتم وهو لكم أكثر من غيركم ..والسلام..
عمر أحمد عبدالله
إلى عقلاء الجنوب: لماذا السعي وراء الاحتقان؟ 1451