يقول الله تعالي: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". ويقول تعالى: "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون". ،ويقول تعالي: "قل هو من عند أنفسكم ".
إن المشكلة وعمقها ليست في الأنظمة السياسية وطواغيتها لانهم نتاج وثمرة وانعكاس للأمة وثقافتها، وإنما المشكلة فينا نحن الشعوب العربية ،ففي داخل كثير منا طواغيت خفية ،جديرة بأن تقوم ضدها ثورة ذاتية تربوية وثقافية واجتماعية, فثمة ألوان من الكراهية والبغضاء تموج بين أبناء الشعب الواحد، والشعوب مع بعضها، وبمسببات سياسية ،أو مذهبية ،أو طائفية..
وتبقى المشكلة الأكبر من هذا كله؛ أننا غير مؤمنين تماماً بأن المجتمع الذي يعيش على هذه الحال من الكراهية يظل وطناً مأزوماً ، وغير قادر على النماء والتطور، ونحن منذ خروج الاستعمار من أراضينا وحتى اليوم لم ندرك أن تخندقنا ضد بعضنا ليس نضالاً ،وأن التعامل مع بعضنا بلغة النار ليس كفاحاً مسلحاً، ونحن لم ندرك بعد بأن معركتنا الحقيقة هي الإنسان والإنسان ،وكل الرسالات السماوية جاءت من اجل الإنسان ،وكل الثورات قامت من اجل التنمية وبناء الإنسان, فهل سنعي هذا وخاصة النخب؟. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
التعصب و التخندق ليس نضالاً 1329