الإسلام الذي درسناه وتعلمناه وسمعنا عنه لا يشبه بتاتاً ما يعكسه المسلمون في عصرنا هذا عن تعاليم دينهم .. وما حدث في العرضي في الأسبوع قبل الماضي آخر الأدلة على اختلاف إسلامنا عن إسلامهم!

بدت المشاهد والخفايا مبهمة حتى نُشر الفيديو الذي يسجل عملية اقتحام مستشفى وزارة الدفاع وتجلت الوحشية وموت الضمير في أوضح صورها .. وقبل كل شيء تجلى القبح حينما علق المجرمون خبثهم على شماعة الإسلام ..كانوا يكبرون كما لو أنهم يحاربون إسرائيل ... لم تفعلها إسرائيل وفعلها المسلمون.. يا وجعي!

خلال مشاهدتي للفيديو مرت الخمس دقائق وأنا أفتش عني في مشاهد قتلت فيها الإنسانية في وجوه من قتلوا وهم يؤدون واجبهم الإنساني للوطن، يا إلهي هل هؤلاء بشر!! أي حليب شربوه.. حاشا لله أن يكون من صدر حنون، حاشا لله أنهم بقلب وروح كما نحن!.

والدتي التي تعمدتُ إغماض عينيها عن تلك المشاهد سمعت ورأت كل تلك الوحشية من خلال أزيز صدورنا خلف كل طلقة رصاص غادر..

صارت تتمتم (يا ويلهم من الله.. وين بيروحوا من عذابه)!

الوجع مازال مستفيقاً والحادثة قيد الحياة في قلوبنا وأمام أعيننا نحن الذين نشعر، أما هم؛ فغزوتهم كانت غنائمها لذيذة كما بدا عليهم وهم يطلقون الرصاص في وجوه الأبرياء دون ذرة رأفة.. و ما زلت أتساءل: أي دين يحض على القتل والعنف والوحشية بهذا المستوى المُفزع؟.

ليس ديننا الإسلامي؛ دين الرحمة والمودة والتآلف وحتى في اقسى أحكامه التعزيرية لم تتضمن بتاتاً القتل بهذا الأسلوب المخيف..

بلا شك؛ إن للقتلة هوية وديناً وإرهاباً أيضاً ولكنه لن يمت للإسلام بصلة ، هؤلاء مأجورون وقبل هذا بلا عقول وبلا أفئدة ، أو أنها غُسلت بالقبح قبل أن تصلها ذرة إسلام ...

هذه الحادثة أيقظت فيّ روح الإسلام التي ظننتها نائمة، أيقظت فينا ضرورة حب الله وحب الدين وحب الأرض وحب السلام.. وهذا كله سيتجسد عبر حب السلام؛ فالله سلام والدين إسلام وليس عنفاً وكراهية وقتلاً وإجراماً..

لي أمل أكبر في أن تيقظ هذه الحادثة في شعبنا تلك القوة التي ستكسر قيود الإرهاب بل وستطمسها من على وجه الأرض وستمسح من على وجوهنا بصقة الإنسانية المغدور بها..

 رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته.. ولا نامت أعين الجبناء..