;
منصور عون
منصور عون

إرشادات ونصائح للآباء والمربيين والمعلمين بخصوص الأطفال ذوي صعوبة التعلم 1709

2013-12-15 19:18:56


الكثير من الناس بما فيهم القيادات المسؤولة عن المؤسسات التعليمية والتربوية يعتقدون بأن الأطفال ذوي صعوبة التعلم هم الأطفال المعاقون وهذا خطأ كبير، لأن الأطفال ذوي صعوبة التعلم لا يعانون من إعاقة عقلية، ولا من إعاقة بصرية، ولا إعاقة سمعية.

في حين الأطفال الذين يعانون من إعاقة عقلية يتكرر رسوبهم في المدارس فقد يدرسون السنة الدراسية بسنتين أو ثلاث سنوات، أو أربع ويعود السبب لانخفاض القدرات العقلية، أي أن نسبة الذكاء على مقياس الذكاء يقل عن 70 درجة، أي أن هؤلاء الأطفال المعاقين ينخفض ذكائهم عن المتوسط لعامة الناس، بينما الأطفال ذوو صعوبة التعلم قد يكون ذكاؤهم متوسطاً أو فوق المتوسط، وأن تكرار رسوبهم، أو معاناتهم من صعوبة التعلم؛ لا يرتبط بالإعاقة العقلية أو أي إعاقة أخرى.

بل هناك أسباب أخرى منها مشكلة بسيطة في الدماغ، أو عدم اتزان بيوكيميائي، وعوام بيئية، نتيجة الإصابة البسيطة في الدماغ بسبب حوادث السير أو السقوط.

ونتيجة لذلك يعانون من صعوبة نمائية في عدم القدرة على الانتباه، والتذكر، والإدراك، والتفكير، والحفظ وعندما تضطرب هذه الوظائف ينتج عنها صعوبة في التعلم، تعلم القراءة والكتابة أو التهجئة، أو في العمليات الحسابية، وبشكل عام فإن صعوبة التعلم الإنمائية تعيق تحصيل الطفل في الموضوعات الأكاديمية، فقد أظهرت الدراسات والبحوث بأن 60-70% من الأطفال ذوي صعوبة التعلم في برامج صعوبة التعلم، أظهرت هذه الدراسة أنهم يعانون من صعوبة القراءة وخاصة التهجئة.

المؤشرات أو الصفات للأطفال ذوي صعوبة التعلم

وهذه العلامات أو الصفات تفيد الآباء، أو المعلمين، والمربيين منها النشاط الزائد، اضطراب في القدرة على الانتباه، يجد صعوبة في البدء بالمهمة، غالباً ما يكون الطفل كسولاً، أو غائباً عن الدراسة، يجد صعوبة في التعامل مع زملائه، فوضوي، لا يفهم التعليمات الشفوية، يعكس الحروف، لا يقرأ بطلاقة، يستخدم أصبعه للمتابعة، يجد صعوبة في ربط العدد بالرمز، يخلط بين اليمين واليسار، يخلط بين الحروف المتشابهة.

لذلك على الآباء والمربيين والمعلمين وخصوصاً في المدارس الأساسية أن يتجنبوا استخدام العقاب البدني، والعقاب اللفظي، لما له من تأثير على الأطفال ذوي صعوبة التعلم، فعندما يتم الاستهتار بالأطفال، ومقارنتهم بالأطفال العاديين والمتفوقين ونعتهم بكلمة غبي أو أنت أهبل، أو فاشل، هؤلاء الأطفال يتأثرون بسرعة، ويصدقون أنهم فعلاً يعانون من الفشل الدراسي وبالتالي قابليتهم للإيحاء تكون مرتفعة، لذلك فعلاً يعتقدون بأنهم فاشلون، وبلداء، وأغبياء، ولا مكان لهم في المدارس، لذلك لا بد من استخدام التشجيع، وتعزيزهم باستخدام الابتسامة، وهز الرأس، وممتاز، وشاطر، شاطر جداً، على كل شيء ينجح فيه، أو يحاول محاولة، استخدام أيضاً التعزيز المادي، أو وضع نجوم على الواجبات في الدفتر.

في كثير من الأحيان عندما يشرح المدرس للأطفال ذوي صعوبة التعلم هؤلاء الأطفال يظهرون بأنهم فاهمون لشرح المدرس بينما في الواقع عكس ذلك.

ويجب أن ندرك بأن هناك فروقاً فردية بين الأطفال في الصف الواحد، وكذلك توجد فروق فردية بين الأطفال ذوي التعلم، لذلك عند تدريس أو شرح لهؤلاء الأطفال يجب:

أولاً: تحديد أهداف معقولة وبسيطة بحيث يراعى الأطفال ذوي صعوبة التعلم، هذه الفئة تجد صعوبة في تحمل الفشل فوفر لهم الفرص التي فيها النجاح وشجعهم.

ثانياً: أن تكون التعليمات واضحة وملموسة، واستخدام عملية التكرار في التعلم.

ثالثاً: أسلوب التعلم الذاتي من خلال تقديم نموذج أي طفل من زملائه يؤدي سلوكاً معين كالقراءة والكتابة ثم يقوم الطفل الذي يعاني من صعوبة التعلم بملاحظته وتقليده.

رابعاً: تحديد نوعية الصعوبة، هل في القراءة أم التهجئة أم في الحساب، أم في العلوم.

خامساً: أن لا يعطي لهؤلاء الأطفال واجبات في المنزل كثير؛ وصعبة، (أي معقدة لا يستطيع الأطفال التعامل معها أو حلها).

العلاقة بين صعوبة التعلم وجنوح الأحداث فرضه الفشل الدراسي، تؤكد هذه الفرضية بأن صعوبة التعلم ينتج عنها فشل أكاديمي، وهذا الفشل يؤدي بدوره إلى فشل أكاديمي أكبر، فقد يشعر الطفل بالإحباط بسبب فشلهم الذي يؤدي بهم إلى العدوانية، وإن هذه التسمية بالفاشلين تقودهم في النهاية إلى التورط في سلوك اجتماعي غير مقبول.

فدراسة الرابطة الأميركية لصعوبة التعلم على عينة مكونة من 1943 طفلاً تم اختيارهم بشكل عشوائي من المدارس العامة، ومن محاكم الأحداث، والإصلاحيات، وقد وجد أن هناك ارتباطاً ذا دلالة إحصائية بين ذوي صعوبة التعلم والجنوح وقد أظهرت الدراسة بأن ذوي صعوبة التعلم، والسلوك الجانح يظهرون معدلات عالية في السلوك الجانح، وأن قابليتهم للتورط في الشغب المدرس ,إساءة المعاملة كان أعلى بكثير من أولئك الذين لا يعانون من صعوبة في التعلم، وإن احتمالية الاعتقال والقبض كانت عالية لدى الطلاب المراهقين ممن كانت لديهم صعوبات في التعلم.

ولقد أجريت دراسة أخرى على 351 طفلاً ليسوا جانحين، حيث تم تقييم هؤلاء الأطفال لمدة عامين، ولقد كانت نتائج هذه الدراسة مع نتائج الدراسات السابقة من أن الأطفال ذوي صعوبة التعلم يزداد جنوحهم وانحرافهم بشكل أكبر من أولئك الأطفال العاديين ممن ليست لديهم صعوبة في التعلم، ولقد برهنت برامج العلاج الأكاديمي من قبل المتخصصين بأن التعليم العلاجي كان فعًالاً في تحسين المهارات الأكاديمية، وفي التقليل من الجنوح لدى الطلاب ذوي صعوبة التعلم ممن تمت محاكمتهم رسمياً وتعتمد درجة فعالية البرامج الأكاديمية على كمية العلاج الذي يتلقاه الطلاب وعلى الخصائص الاجتماعية والعقلية للمشاركين في هذه البرامج.

في هذا الموضوع أؤكد من خلال عملي كمدرس في المدارس لأكثر من 15 عاماً، وكذلك عضو هيئة التدريس في جامعة عمران أيضاً لأكثر من 15 عاماً، لا يوجد اهتمام بالأطفال ذوي صعوبة التعلم، بسبب عدم وجود المتخصصين في الكشف المبكر، والمتخصصين للمساعدة في التخطي على مشاكلهم الدراسية وهؤلاء الأطفال كأمثالهم من الأطفال ذوي الحاجات الخاصة المتفوقين والموهوبين، المعاقون عقلياً بدرجة خفيفة، متعدد الإعاقات والذين يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية، وأيضاً الذين يعانون من مشاكل في السمع، أو قصور في النظر وهؤلاء لا يجدون الاهتمام من قبل الجهات المتخصصة وكذلك القيادات في المؤسسات التعليمية والتربوية.

هذه الشريحة من ذوي الحاجات الخاصة، تعتبر شريحة كبيرة، وفي الدول المتقدمة والمتطورة يوجد 10% من الأطفال يعانون من الإعاقات وتزداد هذه النسبة لتصل إلى 15% في المائة في الدول التي تعاني من الحروب، ومن الجوع، والفقر، والجهل، والمرض، والتلوثات البيئية.

أي أن 15 طفلاً من 100 يعانون من الإعاقة وفي اليمن توجد دراسات قليلة تؤكد هذه النسبة ولا توجد دراسات عن الأطفال ذوي صعوبة التعلم والأطفال المتفوقين والموهوبين، وكذلك الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية، ومشاكل نفسية، ولها تأثير على التحصيل الدراسي.

إذا لم يوجد الاهتمام بهذه الشريحة بإيجاد المتخصصين وكذلك التشخيص الطبي للأطفال في المدارس الأساسية ولا يمكن لوزير التربية، أو القيادات التربوية في الإدارات، وفي المدارس، أن يتحدثوا عن الاهتمام بالتعليم والاهتمام بالأطفال، دون الاهتمام بهذه الشريحة والحديث عن تطور التعليم دون الاهتمام بهذه الشريحة الكبيرة، يعتبر سراباً في بقيع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد