إننا عندما نُلبس الشخص المذموم لباساً أكبر من حجمه فإن ذمه يتحول إلى مدح, فيصبح الناس يرون في ذلك "القزم الصغير" قمة الجبل طولا وثباتا!!.. لا يختلف عاقلان أن المجتمع الدولي ولد على الخيانة وتربى على أرضية التآمر، فيأتي الإعلاميون للأنظمة ليؤمناه ويجملانه في مخيلة الشعوب- بسيطة الثقافة، أو ضئيلتها-, فكلنا يدرك تمام الإدراك أن ذلك الذي ولد على الخيانة وتربى على أقراص التآمر ليس راضٍ عن ثورات الربيع العربي، ومن يرى غير ذلك فهو إما مغالطٌ لنفسه العاطفية أو جاهل بحقيقته التآمرية أو متاجر بالوطنية. الله يقول عن أولئك (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم) ولإيماني بأن "ابن عمر" ما هو إلا رسول المجتمع الدولي المتآمر؛ فإنني أشهد شهادة لله وللتاريخ بأن ابن عمر قد أرضى اليمنيين قولاً بما يكفي حتى صار رضاهم ينظر إليه من قبل غالبية اليمنيين في صورة القديسين زمن المتآمرين! (بغض النظر عن شيطنة ابن عمر من قبل المخلوع وأتباعه).. إن العاطفة تقول: إن ابن عمر مع ثورة الشعب مع أنه في الوقت نفسه -حسب العقلانية- رسول المجتمع المتآمر؛ المجتمع الذي تفرج وظل يتفرج على إبادة السوريين، لكن ترجع العاطفة تصر: أن ابن عمر مع الثورة حتى لو كان رسول المتآمرين!!.
كم أنت سموحة عاطفة اليمنيين وكم يخدرك الرضا القولي وكم أنت بعيدة عن تأمل قرآنك!! أنا متيقن من أن الراسخين في السياسة يعرفون "الحقيقة كاملة" لكنهم هم بإخفائهم لها في الوقت نفسه يواجهون شعبهم "بالعقيقة الكاملة".
إنهم يشتركون مع المجتمع الدولي في زراعة الأسطورة اليمنية الصالحية؛ الأسطورة التي استطاعت أن تقهر رئاسة هادي وحكومة باسندوة ورعاة المبادرة والمجتمع الدولي (مجتمع المؤامرة) فالمبادرة (الخليجي أمريكية) وما أفضت إليه من مؤسسة رئاسية وحكومية والمجتمع الدولي ورسوله ابن عمر والحكمة اليمانية كل ذلك أصبح عاجزاً عن غارات وتفجيرات "اللا صالح"!!.
أليس إخفاء حقيقة ما يجري هو صناعة أسطورية للرئيس المخلوع ؟ أليس في ذلك عملقة للمقزَّمين !! فهل حقيقة ما يحدث مؤامرة دولية أم "درامية داخلية يمنية صالحية بطلها الأسطوري اللا صالح ومخرجها وكاتب السيناريو الرعاة الذين سوف يتحول دورهم في المستقبل إلى رواة للمأساة اليمنية ! إن على الشعب أن يعي إعلاميا أن المؤامرة أكبر من اليمن وحدوده ومن صالح وجنوده وأنها تتجاوز حدود الجزيرة والقارة الآسيوية كلها ؛ فلا تفصلوا ما يحدث على مقاس "بقايا النظام" حتى ثورتنا من الشعب صانعها لا تُضام.
إننا إذا ما ظلينا نعمق في مخيلة الشعب اليمني قليل الثقافة أن علي صالح قد تحدى العالم الدولي والإقليمي والقطري ليقف وحده -لا شريك له - أمام إنجاز الثورة والمجتمع الدولي والإقليمي من ذلك بريء وحتى المبادرة -وهذه ليست الحقيقة بل يمثل إخفاؤها للشعب "عقيقة" وعند ذلك فإننا نمعن وبأيدينا وإعلامنا من صنع الأسطورة الصالحية التي فشل هو نفسه وجنوده في صنعها قبل الثورة.. فعلى الشعب أن يدرك- وعبر الإعلام الثوري المسموع والمرئي والمقروء- أن الجميع ضالع في التآمر على الثورة اليمنية كما هم ضالعون في التآمر على بقية ثورات الربيع العربي حتى يعرف الشعب حجم التآمر من ناحية والحجم الحقيقي للرئيس المخلوع من ناحية أخرى!.
د.حسن شمسان
الإعلام الخطيئةَ يقترف.. 1508