;
عبد الفتاح البتول
عبد الفتاح البتول

مجلس التعاون الخليجي بين الاتحاد والتفكك التدريجي 2155

2013-12-12 07:21:44


لم يكن الموقف العماني الرافض لفكرة الاتحاد الخليجي ناتجاً عن قناعة عمانية أو مبررات موضوعية، بقدر ما هو انعكاس للموقف الإيراني وخدمة للمشروع الفارسي. ونستطيع القول إن ايران أصبحت تمتلك حق (الفيتو) والرفض لأي قرار أو توجه لمجلس التعاون الخليجي تحت العباءة العمانية، وفي ظل حالة الضعف والترهل التي يعاني منها المجلس، والتي جعلت دول الخليج أمام خيارين: إما الاتحاد والتكامل وإما التفكك والتآكل؛ فلم يعد انعقاد القمة الخليجية بصورة سنوية لم يعد ذلك مجدياً اذا لم تتخذ دول المجلس خطوات عملية وتنفيذية نحو الاتحاد الجاد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وبطريقة استراتيجية لا بصورة تكتيكية.

لقد كان مؤسفاً ومخزياً عندما لم يذكر البيان الختامي للقمة الخليجية- التي انعقدت في الكويت- أي شيء متعلق بالاتحاد الخليجي استسلاما للموقف العماني المتخاذل واستسلاما للضغط والتدخل الإيراني السافر والمتكرر. والمعروف أن إيران لا تعترف بمجلس التعاون الخليجي وترفض التعامل مع المجلس باعتباره تكتلاً وإنما تتعامل مع هذه الدول بصورة فردية، وسبق لإيران العام الماضي أن رفضت ووقفت ضد مشروع الاتحاد الفيدرالي بين السعودية والبحرين ومشروع الاتحاد الخليجي، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الكبار الذين قالوا إنهم لن يسمحوا بإقامة مثل هذا الاتحاد الفيدرالي بين السعودية والبحرين!.

مع أن مشروع اتحاد فيدرالي بين السعودية والبحرين أمر يخص البلدين، وهو أمر هام وحيوي وضروري في هذه المرحلة، والأصل انه اذا كانت ايران جمهورية "الإسلامية" كما تدعي عليها أن تدعم وتشجع أي تقارب أو اتحاد من أي نوع بين أي دولتين عربيتين وإسلاميين، لا أن تقف ضده وتتدخل فيه بكل وقاحة وفجاجة، مع العلم أن إيران تزعم وتدعي أن البحرين محافظة من محافظاتها وجزء من الدولة الإيرانية، وهذا له علاقة بالموقف من الاتحاد الفيدرالي بين البحرين والسعودية، حيث أن مثل هذا المشروع لو تحقق سوف يسحب البساط من إيران بخصوص مزاعمها ودعاويها تبعية البحرين لها، كما أن مثل هذا الاتحاد سوف يفتح آفاقاً واسعة للعمل الخليجي المشترك والاتحاد المنتظر، بما يحقق المصلحة العامة لبلدان شعوب المنطقة، رغم أنف إيران ووكلائها في المنطقة.

إن زعماء وقادة مجلس التعاون لخليجي يدركون تمام الإدراك مدى ما تمثله إيران من خطر على هذه الدول، كما انهم يدركون أن اتفاق جنيف بخصوص ملف إيران النووي يأتي على حساب دول الخليج العربي، وخصوصاً مملكة البحرين التي تعتبرها ايران جزءاً من أراضيها وتدعم بقوة وعلانية الجماعات الشيعية المسلحة التي تعمل على إسقاط النظام البحريني وإقامة كياناً تابعاً للملالي، والإمارات التي تحتل ايران عدداً من جزرها وتشكل تهديداً مباشراً لها ، والسعودية التي تسعى ايران وبالتعاون مع الغرب لتقسيمها وزعزعة أمنها واستقراها ، ومع أن القادة يدركون هذه الأخطار والتحديات ، إلا انهم كما يظهر عاجزون وغير قادرين على اتخاذ قرارات جادة وشجاعة تحت مبررات واهية وحجج ضعيفة.

وفي سياق هذا العجز والترهل والضعف تأتي المماطلة والمراوغة فيما يتعلق بانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي ، مع أن منطق العقل والشرع والمصلحة و الواقع يجعل الإسراع بانضمام اليمن أمراً هاماً وضرورياً على كافة المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والاستراتيجية والمصلحية، وإن كل الأعذار والمبررات التي توضع لتأخير انضمام اليمن غير حقيقية ولا واقعية، ولا تعد أن تكون عوامل عاطفية ونرجسية ووهمية. والواقفون ضد انضمام اليمن؛ لا يرون أكثر من تحت أقدامهم، ويقعون في أخطاء استراتيجية وتاريخية، وخاصة أولئك الذين يقعون تحت التأثيرات الإيرانية والابتزازات الشيعية.

وتبقى معطيات التاريخ والأرض والجغرافيا والسياسة والمصلحة؛ شاهدة ومؤكدة على منطقية وحتمية قيام تكتل واتحاد يشمل دول الخليج + اليمن لحفظ الأمن القومي والسكاني والتوازن السياسي والاستقرار الاقتصادي، ومواجهة الخطرين الأمريكي والفارسي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد