;
محمد سيف عبدالله
محمد سيف عبدالله

اختلاف التنوع سنة ربانية كونية وعلينا استيعاب بعضنا كشركاء في عمارة وطننا 1476

2013-12-12 07:19:50


إن اختلاف التنوع سنة طبيعية، وإذا ما التزم الناس بآدابه وأقروا بقوانينه ، كان ظاهرة اجتماعية إيجابية ، لأنه سيكون في سياق التكوين والخلقة والنشأة الأولى..

 نعم المشكلة تبدأ فقط عندما يتحول هذا الاختلاف إلى نزاع وجدل وشقاق ، فتذهب ريح الأفراد والجماعات والأقوام ، وتفشل جهودهم ومساعيهم من أجل أعمار أوطانهم ، وتشيع الحروب والخرائب في ديارهم ، مما يمكن اعتباره تضادا مع السيرة الطبيعية للنشأة الأولى ، وتهديما متعمدا لقانون الخلقة ، أو محاولة يائسة لفرض إرادة ضعاف الكائنات على سيد الكائنات الذي لا نظير له ولا قادر مثله على فعل ما يريد؛ إننا وجدنا رسول الله قد كتب وثيقة المدينة كتطبيق عملي لاستيعاب اختلاف تنوع سكان المدينة وهي تطبيق لمبادئ الإسلام؛ فالتفرقة بين الناس في المواطنة المتساوية وفيما هو دنيوي، حسب اعتقادهم أو جنسهم أو لونهم ليست من منهج الإسلام، إذ القاعدة هي المساواة، فالجميع في ديار الإسلام أمة واحدة، كما ورد في صحيفة المدينة " والخلق كلهم عيال الله بالتعبير النبوي"، فضلا عن أن الجميع خلقوا من نفس واحدة بالتعبير القرآني كما ورد في سورة النساء أية (1) وسورة لقمان آية (28).

 فالصحيفة أو المعاهدة هي موقف من قبل الرسول- محمد صلى الله عليه وسلم- في غاية الحكمة، فهو قد عقد مع اليهود معاهدة صداقة تفسح المجال للتعايش السلمي بين الديانتين، وتطبع الواقع الجديد بطابعها المتسامح المبني على قاعدة متينة من مواطن اللقاء الكثيرة المشتركة؛ فمادام هناك موقف مشترك يجمع بين الدعوتين, فليكن هو القاعدة التي تلتقيان عليها وليكن الحوار في مواقع الاختلاف منطلقا من موقع اللقاء الذي يهيئ المجال للتفاهم المشترك على أسس الحوار بعيدا عن العصبيات والسلبيات، وما يعزز هذا مبدأ "لا إكراه في الدين", الذي يعني بان المسلم القادر علي الدعوة والحوار بالتي هي احسن مع غير المسلم فعليه أن يعرض الإسلام من خلال الوعي بما عند الآخر ليقنعه بالإسلام, ولا يحق له أن يكره الآخر أو يجبره ، أو يرهبه ليحوله عن معتقدة ، فالحوار لعرض الإسلام مناخه الحرية الفكرية ،ولهذا لقد وقف الإسلام ((حيال الأديان الأخرى جميعها وحيال أهلها موقفا إنسانيا كريما يتسم بالتسامح ، واحترام عقائد هذه الأديان وشعائرها ، وعلى أساس هذا الموقف أقام الإسلام جميع ما قرره من قواعد وما سنه من مبادئ لتنظيم العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين". فالمسلم لا يكره أحداً على ترك دينه، واعتناق الإسلام، وفي هذه يقول الله تعالى "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "(البقرة : 256 ). فلا بد أن نؤمن نظرياً وعملياً بأن الاختلاف سنة طبيعية، وإذا ما التزم الناس بآدابه وأقروا بقوانينه ووضعوا آلياته العملية كان ظاهرة اجتماعية إيجابية؛ لأنه سيكون في سياق التكوين والخلقة والنشأة الأولى, نعم المشكلة تبدأ فقط عندما نتعصب وهنا يتحول هذا الاختلاف إلى نزاع وجدل وشقاق، فتذهب ريح الأفراد والجماعات والأقوام وتفشل جهودهم ومساعيهم من أجل أعمار أوطانهم وتشيع الحروب والخرائب في ديارهم كما هو حاصل اليوم في البلاد العربية والأفريقية ، وهذا يعتبر متضاداً مع السيرة الطبيعية للنشأة الأولى، وتهديماً متعمداً لقانون الخلقة و محاولة يائسة لفرض إرادة ضعاف الكائنات على سيد الكائنات الذي لا نظير له ولا قادر مثله على فعل ما يريد.. والله الموفق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد