بعد حادث الهجوم على مجمع وزارة الدفاع والمذبحة التي جرت فيه لليمنيين الأبرياء من مدنيين وعسكريين ومرضى وزوار أبرياء وأطباء وممرضين، وحتى للأطباء الأجانب.. بعد هذه الكارثة، والجريمة البشعة هناك أمر يحتاج لإجابة: هل من ينادون بالتمديد، ينتظرون من الشعب اليمني الآن، أن يقبل بالتمديد لحالة الفوضى والفشل الذريع في وقف دولة نظام صالح العميقة، وهي تعيث فساداً باليمن، وتقتل وتسيل كل يوم دماء أبناء اليمن الأبرياء بلا أي رادع، أو محاسبة من أحد؟.. هل من يريدون التمديد، لديهم حجة واستراتيجية واضحة ووعود صادقة، يضعونها أمام الشعب، بأنهم سيحققون لليمنيين أهداف ثورة فبراير٢٠١١م كاملة، وعلى رأسها القضاء على بقايا النظام الفاسد السابق، وتسليم كل رموزه وكبار مجرميه من العائلة وأتباعها، للمحاكمة الثورية العاجلة العادلة؟!.
***
إن التمديد للرئيس هادي، (وإن كنا من حيث المبدأ نرفضه ولا نرى حلاً صحيحاً غير تسليم السلطة في موعدها في فبراير٢٠١٤م لرئيس منتخب من قبل الشعب) لكن، إن كان للتمديد قبولا ومؤيدين، من قبل الأحزاب والشخصيات والنخب وغيرهم، فيجب أن يضعوا في بالهم، ألا يعني التمديد للرئيس هادي تلقائيا التمديد لحكومة الوفاق!.. ولا التمديد لسياسة المحاصصة القبيحة، وتقاسم كعكة اليمن(أرضا وشعبا) لأفراد وأحزاب دونا عن باقي الشعب!، يجب أن يفهموا ويضعوا في عين الاعتبار، أن التمديد لهادي لا يجب أن يتبعه ويلازمه أبداً إشراك بقايا نظام عفاش الذي افسد وخرب في اليمن، ليستمروا بالحكم من جديد!، رغماً عن الشعب الذي اعلن موقفه واضحا في هؤلاء الفاسدين من خلال ثورة عظيمة اقتلعهم فيها، ولفظهم!.. هذا خطأ استراتيجي فادح، إن تم قبوله!.
***
لكنا نعود لنؤكد، أن التمديد إن وضع كحل ضروري للمرحلة يجب أن يكون مطروحا بشروط مصيرية إلزامية للكل!، إذ يجب أن يصحبه، إطلاق كل الصلاحيات الواسعة لهادي، حتى يستطيع أن يقدم المنجزات التي يريدها الشعب اليمني منه، وحتى يستطيع هادي (وهذا الأهم) تحقيق كل أهداف الثورة الشبابية الشعبية، التي سقط لأجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين والضحايا!.
***
وإذن، إن وضع خيار التمديد لهادي، كخيار ضروري للمرحلة.. فإننا نرى لزاما أن يتبعه ويلحقه أمور مهمات، وشروط إلزامية وضروريات للمرحلة أيضا، هذه الشروط نلخصها بالآتي:
1- حل حكومة الوفاق بالكامل، وإنهاء التمديد لها وبالتالي إنهاء المحاصصة الحزبية تماماً من المرحلة القادمة.. إنهاؤها بشكل نهائي، لأن المحاصصة تسببت لنا بكوارث عظيمات في العامين الماضيين.. وقيدت الشرفاء في السلطة، من تطهير البلد، ومنعت وصول الثورة إلى مفاصل الدولة اليمنية المنهارة بفعل فساد نظام صالح طيلة ٣٣عاماً.
2- منح هادي كل الصلاحيات كرئيس دولة، أقول: كل الصلاحيات.. حتى نستطيع كشعب أن نحاسبه فيما بعد!.
٣- إلزام الرئيس هادي بتشكيل حكومة كفاءات قوية من كوادر مستقلة، يتم منح وزرائها كل الصلاحيات والنفوذ لتطهير وزاراتهم والدولة، من كل بقايا الفساد والانتماء للنظام السابق الفاسد الذي ثار عليه الشعب على أن ينفذ الوزراء ذلك، في مدة زمنية محددة وملزمة، لا أن يترك الحبل لهم على القارب، إلى ما لا نهاية!.
***
إننا بهذه الشروط وتطبيقها، نريد أن نجعل هادي أمام مسؤولياته كاملة، ونحمله ذلك، ونجعله مسؤولا أمام الشعب عن تنفيذ كل مطالب وأهداف الشعب اليمني.. لنستطيع أن نحاسبه على كل تقصير أو إخفاق ما.. فاليمن غالية.. وشعبها ليس فئران تجارب للحكام، انه ليس من حق أي حاكم بعد اليوم أن يحكم ويدير البلاد.. ثم يغادر ويمضي مرور الكرام هكذا دون حساب.. بل سيحاسب كل رئيس، وحتى يحق لنا كشعب أن يحاسب حاكمه، يجب أن يمنح هادي كل الصلاحيات في إدارة شؤون البلاد.. فهل يستطيع أهل الحل والعقد في السلطة اليوم والمعارضة، والنخب والمثقفين وقيادات العمل السياسي، تنفيذ هذه الشروط اللازمة والمصيرية، ليصبح للتمديد معنى وهدف وفائدة لليمن؟!.
***
(يحي صالح) في ٣/١٢/٢٠١٣م في صفحته على الفيس بوك:( لا للتمديد.. حتى لا يقتل المزيد من أبناء القوات المسلحة والأمن).. هذا التهديد صدر من ابن أخ صالح.. قبل يومين فقط من حادث اقتحام مجمع وزارة الدفاع.. الذي راح ضحيته أكثر من ٥٠ شهيداً من عسكريين ومدنيين، وأكثر من١٦٠ جريحاً.. كما أعلنت اللجنة الأمنية العليا في بيان في مساء نفس اليوم الذي تم فيه الهجوم.. حصيلة مروعة من ضحايا الهجوم على وزارة الدفاع.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. مذبحة ودماء بريئة سالت.. إنها مذبحة بحق!.. لا سامح الله من خطط ورتب لهذا الفعل الإجرامي الشنيع.. ولا سامح الله من سيسمح للحصانة.. أن تستمر بعد اليوم!، لتقتل مزيدا من اليمنيين!.. ومزيدا من نزيف للدم اليمني بلا أي مبرر!.
***
القاعدة ليس لها أي يد أو صلة في عملية هجوم وزارة الدفاع التي جرت بالخميس٥/١٢/٢٠١٣م!.. والبيان المنسوب لها الذي صدر الجمعة، بتبنيها للعملية، لا يعول عليه، فليس أسهل لأي شخص أو جهة من إصدار بيانات على الإنترنت، وحين نبحث عن الفاعل في أي عملية إجرامية، إنما نبحث عن المستفيد، والمنتفع، وأيضا الطريقة.. وإن رأينا ولاحظنا طريقة الهجوم، حسب نتائج التحقيقات والأخبار التي تم تداولها، فان الهجوم تم باعتماد كلي على اختراق كبير ونوعي من الداخل!.. داخل الوزارة.. انظروا تصريحات دخول رسمية للسيارات المهاجمة!.. ماذا يعني هذا؟.. هل يعقل أن القاعدة لديها كل هذا النفوذ والعملاء والرجال والاتباع داخل وزارة الدفاع كلها؟!..إن هذا يعني ببساطة أن القاعدة هي من كانت تحكم اليمن!.. مادام أن لها كل هذه السيطرة والشخصيات والقيادات النافذة من كبار وصغار الضباط الذين يتبعونها داخل اقوى وزارة تحكم البلاد!..
والسؤال: ماذا كان يفعل صالح إذن طوال الـ٣٣عاماً من جلوسه في السلطة والحكم, وهو الذي صدع رؤوسنا بالحرب على القاعدة والإرهاب؟, هل كان يحارب الإرهاب, أم كان يقويه ويموله ويمكنه ليستفيد منه كورقة نوعية هامة، إن أحوجته الظروف لذلك يوماً ما؟!.. أظن أن الشعب اليمني يعرف الإجابة جيداً!، ويعرف كل شيء بوضوح ودقة.
***
ضمن ردود الفعل على الحادث الإجرامي يوم الخميس بمجمع الدفاع، جاء في نشرات الأخبار أن حكومة الوفاق تعبر عن إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي!.. هل رأيتم قبلا حكومة تدين وتستنكر!.. في مجال هو صميم اختصاصها!.. بدلا من أن تصدر بياناً تفصيلياً لما جرى، وأنها ستتصرف وترد بقوة وحزم لكل من يريد استهداف أمن البلاد.. لكن الذي جرى هو: الحكومة تدين!!..شأنها شأن أي جهة خارجية، أو داخلية لا شأن لها بما يجري على ارض اليمن!.. هذا نتيجة تقاسم الكعكة.. ونتيجة جعل رأسين في الحكومة، هما من يديرا البلاد!.. رأسين متصارعين!.
***
ملاحظة مهمة حيرت الكثير من المتابعين والناس.. وهي: منذ حادث مجمع الدفاع، لاحظ الجميع اختفاء وزير الدفاع من المشهد تماما.. وهو الشخص والوزير المسؤول الأول عن ما حدث!.. أليس غريبا!.. أن يختفي الرجل في هذا الوقت الذي تتعرض فيه وزارته لهجوم خطير صنفه المحللين بانه بداية انقلاب لو نجح؟!..هل يملك أحدكم تفسيراً وإجابة لنا، عما يحدث بالضبط؟!.
***
بعد حادث مجمع وزارة الدفاع ..حان وقت إسقاط الحصانة لثلة المجرمين القتلة.. إنهم يرتكبون الجريمة تلو الجريمة بحق اليمنيين.. دون حساب.. إنهم ينتقمون منا.. من الشعب الذي لفظهم.. ويحتمون بالحصانة اللاشرعية.. التي لا يستحقونها.. فلتسقط الحصانة الظالمة إذن!.. وليحاكم هؤلاء القتلة الكبار.. أمام محاكم ثورية عاجلة!.. أمام الشعب.. والعالم أجمع.. ليكونوا عبرة لكل حاكم، وكل ظالم!.
لينا صالح
الحوثيون وبقايا العائلة..يعملون باجتهاد لتفجير اليمن! 1287