ما إن نظرنا إلى جثث التفجير الانتحاري حتى أقشعرت جلودنا وتفطرت قلوبنا وانحبست أنفاسنا لهول وبشاعة هذا العمل الشنيع الذي لا تقره الأديان السماوية ولا تجيزه الشرائع الإسلامية وتعاقبه النفس البشرية ووسيلة اليوم تطورت وارتفعت إلى سيارة إسعاف والهدف مستشفى والضحايا منوعات.
إنها مشاهد مرعبة تتكرر للأسف بين الحين والآخر تارة هنا وتارة هناك، فتتسبب في إزهاق الأرواح بصورة تذهب بالألباب ما يجعلك تشعر أن هناك صنفاً من البشر يستمتع برائحة الشواء البشرية ويتلذذ بتلك المناظر المؤلمة لبقايا البشر وهو أمر يفسره للأسف تكرار مشاهد الجثث المتفحمة والأشلاء المتناثرة وكأننا في مجتمع غريب عن الإسلام وتعاليمه السمحاء.
بأي ذنب قتل هؤلاء ولم أصلاً كل هذا العداء ومن يقف وراءه في الخفاء.. إنها علامات استفهام كثيرة واجتهادات وتحليلات ووو..
شخصياً لا أظن أبداً أن من يقدم على هذه الجرائم النكراء يكون متمتعاً بقواه العقلية وإن كان مدركاً لفعله فمؤكد أن القلب قد تجرد تماماً من الإنسانية وتبرأ من القيم والمبادئ الإسلامية، وسواء كان الهدف حياة مسؤول في الجيش والأمن أو كان الهدف إيصال رسالة مفادها القدرة على اختراق الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية وضعف وهشاشة الجاهزية أو كان الهدف إجهاض جميع الجهود الرامية إلى إنجاح الحوار أو كانت الأهداف انتقامية أو تحذيرية، فإن جميعها تلتقي وتتحد لتحقيق هدف واحد ألا وهو زعزعة أمن اليمن واستقراره، وعرقلة الحل السياسي وإغراق البلد في مستنقعات الفوضى والشتات وإذكاء الخلافات والصراعات وإثارة الشكوك وتبادر الاتهامات و....
وشتان بين ارتكاب المجازر وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وبين صفوف تقاطرت للتبرع بالدم وإنقاذ الأرواح والأنفس البريئات أكانوا من الجنود أو الأطباء أو المرضى، فالفرق بين الطرفين كالأرض والسماء والخير والشر فهذا تقي وذلك شقي.
رئيس الجمهورية شكًل لجنة تحقيق والمهلة 24 ساعة، فهل يا ترى ستنجح اللجنة في مهمتها وهل ستتمكن من كشف الأطراف المتورطة في الجريمة وإن نجحت في التوصل إلى نتائج هل ستعلنها؟ أم ستتحفظ عليها وتقيد ضد مجهول خوفاً من المجهول نفسه.
عفاف سالم
نتائج التحقيق هل يتم إعلانها؟! 1198