أخذت قضية سجينات" سبعة الصبح" اللاتي حكم عليهن بالسجن "11" عاماً بتهمة التظاهر أبعاداً من النقاش والتأمل لعل أهمها حديث البعض عن الفتيات ممن يؤيدون أحكام الحبس بحجة أن نزولهن الشوارع ينافي الأعراف وتعاليم الإسلام ، نعم ما هذا ما صرح به أحد علماء الانقلاب ، وذهب آخر إلى أن الأحكام تستحقها الفتيات وإلا يبقين في بيوتهن ، فطالما وهن في الشوارع فيستحقن مثل تلك الأحكام كما قال بالحرف الواحد " هم بينزلوا ليه ، عايزين أيه ".
و يا للعجب من هذا المنطق الغريب الذي يرفضه كل من لديه قليل من عقل يفكر به ، ثم لماذا لم أين كان أمثال هؤلاء عندما نزلت الكثير من الفتيات بلباسهن الفاضح في المظاهرات يطالبن برحيل الدكتور مرسي هل أولئك حلال عليهم حرام على الأخرين من تتقاطع قناعاتهم مع قناعاتهم.
دعونا أيها القراء من هؤلاء وأقرأوا معي ما كتبه الدكتور البلتاجي من محبسه عن الفتيات "إلى الكواكب الزاهرة في سجن الأبعدية "دمنهور للنساء"..
نقبل رؤوسكم بل أيديكم وأقدامكم فأنتم تجسدون أشرف ما في هذا الوطن من معاني الشرف والكرامة والمروءة بينما يمثل جلاديكم (( الأجهزة الأمنية التي لفقت , النيابة التي زيفت التحقيقات , المحكمة التي أصدرت الأحكام )) أحط ما في هذا الوطن من معاني الخسة والنذالة والعار !".
tفي هذا الزمن الأغبر والتعيس جميل أن نشف أذاننا بمثل هذا الكلام عن القابضات على جمر الصمود هناك في مصر.
العجيب في مصر أنه وفى ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة تصم المنظمات الحقوقية آذانها وتغض بصرها عن الانتهاكات الوحشية الإجرامية التي ترتكبها سلطات الانقلاب العسكري الدموي بحق 350 فتاة من حرائر الشرعية بين طالبات ثانوي وجامعيات وناشطات وربات منزل كل تهمتهن أنهن خرجن بسلمية تامة لتأييد الشرعية ورفض الانقلاب والهتاف ضد ممارساته الإجرامية بحق أبناء الشعب المصري.
تهديدات بكشف العذرية ومعاملات غير آدمية داخل السجون يجرمها القانون الدولي، تمارسها قوى الانقلاب ضد فتيات في ربيع عمرهن فقط لأنهم يعبرن عن آرائهن برفض الانقلاب العسكري على الشرعية وإرادة الشعب.
اتهامات تثير الاستغراب بل والسخرية أحيانا من حيازة بالونات! إلى رفع شارة تثير الرعب والقلق (رابعة)! إلى حيازة أسلحة ثقيلة!!.
فتيات لم تتجاوز أعمارهن الـ 17 سنة يفترشن حجرة الزنزانة بالزي المدرسي ويصنعن من كشاكيل الدراسة وسائد يضعن عليها رؤوسهن في انتظار موعد العرض على النيابة...!!، كل هذه الجرائم فقط لدينا بمصر.
وبفضل الانقلاب احتلت مصر المركز الأول في تراجع مكانة المرأة، هذا ما أكدته دراسات علمية أجرتها مؤسسة «تومسون رويترز» حول أوضاع المرأة في العالم العربي.
من جانبه، رصد مركز "الشهاب" لحقوق الإنسان المعاناة التي تلاقيها الفتيات المعتقلات داخل سجون الانقلاب على يد ميليشيات وزير داخلية الانقلاب محمد إبراهيم.
ويشير المركز إلى تفاصيل اعتقال 21 من فتيات حركة "7 الصبح" اللاتى تم اعتقالهن على خلفية مسيرة صباحية منددة بالانقلاب، وتم احتجازهن في "الأحداث" بمؤسسة الرعاية الاجتماعية بـ"محرم بك" بالإسكندرية لصغر سنهن من سن 15 إلى 17 سنة!.
وأوضح المركز الحقوقي في تقرير له أن الفتيات محتجزات في ظروف صعبة، حيث يتم حجزهن مع فتيات من الأحداث المتهمات في قضايا سرقة ومخدرات وآداب وهن فتيات غير سويّات نفسيا وخلقيا.
وأضاف أنه من أبشع الجرائم غير الآدمية وأحقرها التي تمارسها عصابات الانقلاب، هي إغلاق دورات المياه طوال الليل وإجبارهن على استخدام (جردل) لقضاء الحاجة، الأمر الذى يجعلهن يرفضن ذلك تماما.
كما ذكر التقرير أن فتيات الجنائيات يدخنّ داخل العنبر مما يعرض المعتقلات للأذى فضلا عن أن أماكن الاحتجاز مليئة بالحشرات وغير صحية، مشيرا إلى أن هنّ في مراحل التعليم الثانوي والجامعي وحجزهن يؤثر على دراستهن بشكل سلبى.
وقال "الشهاب": "إن عدد المعتقلات من النساء خلال مدة الانقلاب العسكري تجاوز الخمسين سيدة، فضلا عن اعتقال ما يزيد عن 350 فتاة منهن من تم اعتقالها من منزلها فجرا دون مراعاة لأى حرمة أو تقاليد، بجانب المئات اللاتي تم اعتقالهن أثناء مشاركتهن في المسيرات الرافضة للانقلاب.
الشيء الجميل في هذه الاعتقالات معرفة جموع المصريين أن حملات الاعتقال التي تشنها ميليشيات الانقلاب للفتيات وإلصاق تهم معدة مسبقا ومجهزة لكل من يعبر عن رأيه بسلمية، إنما يدل عن فشل الانقلابيين في مواجهة ثورة النساء الغاضبة بعدما أثبتت النساء أنهن لسن بأقل صبرا وثباتا ونضالا عن أشقائهن الرجال ليقتسمن معهم ضريبة الدفاع عن الحرية".
وأصبح الشعب على وعي ودراية بان صرخات هؤلاء الفتيات من انتهاكات البلطجية ورجال الأمن، تؤكد أننا أمام فئة إجرامية لا تحترم الممارسة الديمقراطية وتعتقل كل من يمارس حقا مشروعا في التعبير عن الرأي.
وأما فتاوى بعض علماء الأزهر التي تحرك خروج الفتيات للتظاهر ونعتهن بالخروج عن سياق الشرع وتعاليم الإسلام أستحضر في هذا المقام قصيدة الدكتور القصيبي رحمه الله وقد كتب قصيدة عصماء أحدثت شرخا في العلاقة ما بين المملحة وبريطانيا بسببها
وفي حيثيات القضية التي أثيرت يومها فقد أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن الوزارة ستبلغ السفير السعودي في لندن غازي القصيبي باختلاف وجهة نظرها بشأن العمليات الفدائية الفلسطينية، وذلك بسبب قصيدة نظمها ويثني فيها على شابة فلسطينية كانت نفذت عملية فدائية الشهر الماضي في إسرائيل.
وكان السفير السعودي قد نشر الأسبوع الماضي قصيدة على الصفحة الأولى من صحيفة الحياة بعنوان "الشهداء" يثني فيها على آيات الأخرس (18 عاما) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة بيت لحم والتي نفذت عملية فدائية في سوق بالقدس الغربية مما أسفر عن مقتل شخصين. وقد تبنت كتائب شهداء الأقصى العملية.
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية في تصريحات صحفية "نعتقد أن العمليات الانتحارية تشكل نوعا من الإرهاب، وننوي في الوقت المناسب عرض وجهة نظرنا أمام السفير السعودي". وأضاف أن الأمر "لا يتعلق باستدعاء وهو ليس مأخذا أو تأنيبا.. سوف نقول له ما نفكر به.. لا ننوي الذهاب أبعد من ذلك".
ولم يوضح المتحدث متى سيتم تحديد موعد للسفير السعودي بهذا الخصوص. أما منظمة "نواب اليهود البريطانيين" وهي كبرى المنظمات اليهودية في بريطانيا, فقد أعلنت من ناحيتها أنها ستوجه رسالة إلى السفير السعودي تعرب له فيها عن امتعاضها.
وجاء في قصيدة القصيبي:
يـشـهد الله أنـكـم شـهـداءُ يـشـهد الأنـبـياءُ والأولـياءُ
مـتمُ كـي تـعز كـلمة ربـي فـي ربـوعٍ أعـزها الإسـراءُ
انـتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا بـحـياة ٍ أمـواتـها أحـيـاءُ
أيـها الـقوم نـحن مـتنا فهيا نـستمع مـا يقول فـينا الـرثاءُ
قـد عجزنا حتى شكى العجز منّا وبـكينا حـتى ازدرانـا البكاءُ
وركـعنا حـتى اشـمأز ركوعٌ ورجـونا حـتى استغاث الرجاءُ
وارتمينا على طـواغيتِ بيتٍ أبـيض ٍ مـلءُ قـلبه الظلماءُ...
ولعقنا حـذاء شـارون حـتى صاح ..مهلا.. قطعتموني الحذاءُ
أيـها الـقومُ نـحنُ مـتنا ولكن أنـفـت أن تـضمنا الـغبراءُ
قـل (لآيـات) يا عروس العوالي كــل حـسنٍ لـمقلتيك الـفداءُ
حين يُخصى الفحول صفوة قومي ـتصدى ...لـلمجرمِ الـحسناءُ
تـلثم الموت وهي تضحك بشراً ومـن الـموت يهرب ُ الزعماءُ
فـتحت بـابها الـجنانُ وهشت وتـلـقتك فـاطـم ُ الـزهراءُ
قـل لـمن دبجوا الفتاوى رويدا ربَ فـتوى تـضجُ منها السماءُ
حـين يـدعو الـجهاد ُ يصمتُ حِبْرٌ ويراع والكتبُ والفقهاءُ
حـين يـدعو الجهادُ لا استفتاءُ الفتاوى يـوم الـجهاد الدماءُ
مروان المخلافي
عن سجينات العز والفخار 1239