يوم جديد مع بداية الشهر الأخير من العام الجاري يبدأ بجدية العمل الأمني في العاصمة مع توتر شديد لدى سائقي المتوترات.

 يبتسم كل من يعرف قرار العزل الموتوري من شوارع العاصمة، لكثرة ضجيجها، وأبشع حوادثها، وسرعة سائقها الجنونية، ثم يعود متحسراً على الموتور الذي يعول الأسر ويجني منه قوت يومها، يستبشر آخر بالقرار أن الحكومة بدأت تعرف حقها على المواطن بصحته وشعورهـ، وعزل الموتور تماماً من حياته نظراً لسوء عمله..!!

ليكتشف مؤخراً أن القرار جاء بعد مد وجز بين الساسة خوفاً عليهم لا على شعبهم.

بنفسك تذهب من جولة إلى أخرى لتجد مجموعة من الشباب الذين لا حول لهم ولا قوة فقط غير التذمر والسب من بعضهم لحكومتنا، تتقدم بكل ثقة وتدافع عن الحكومة بقرارها الرائع الذي سيخفف كثيراً من المشاكل لها ولشعبها ليرد عليك شائب بأنه يعول أسرة كاملة من عائد الموتور، ومعاملة الأمن اتجاهه لا تليق به، وقصة سفره من الريف إلى العاصمة لطلب الحلال مأساة بحد ذاتها.. يمسك بحلقي ما يكاد يخنقني حتى الموت، ألم يفكر أولو العزم والقرار بمثل هؤلاء قبل أن يخافوا على أرواحهم ويتخذوا مثل هكذا قرار، يصفق آخر من جانب الجولة ليحدثنا بصحة العمل الذي تقوم به الحكومة لو لا أنها عملت على توظيف كل من له متور إما بعسكرة أو وظيفة تليق بمؤهله لأن أغلبية سائقي الموتورات بمؤهل جامعي !!

العاصمة تبدو بشكل جميل دون تلك الأصوات المزعجة التي تأتيك بشكل فجائي وترعب هدوءك لترحل سريعاً ( الموتور )، ولكن المؤلم تلك الأصوات نفسها المزعجة التي تأتيك ليل نهار دون رحيلها سريعاً ( الماطور ) ولم تجد الحكومة الحل لها بعد وأخاف أن يمنع الماطور !!

المهم أننا سنرتاح قليلاً من خبر الاغتيال والاختطاف والسرق والنهب وما إلى ذلك الذي يلازم أعمال المجرمين ( الموتور ).

 البطالة زادت في كل جولة، والجوع بات يؤرق الأسر المعتمدة كلياً على الموتور، خوفا على أرواح قادة الوطن.. فلتموت أرواح أسرة الموتور.

العاصمة تتزين وهي خالية من موتوراتها بشكل رائع لكنك تتحسر باكياً أو حزيناً أمام كل جولة يقبع فيها شاب وشائب حزين على أيام تذهب من عمره دون عمل يعود بنفعه لما خرج من أجله..