أثار اهتمامي الخبر المنشور في الصحيفة عن الكلاب المسعورة بعدد رقم (3215) الجمعة, وما أدت إليه من إصابة ستة أطفال بـ(داء الكلب) في محافظة إب.. وهو ما دعاني للكتابة عن الكلاب المسعورة التي لا يعلم سكان زنجبار من الذي جاء بها وما هدفه من وراء ذلك الفعل, حيث أكد أحد المواطنين أنه رأى خمسة منها في العصلة منذ عشرة أيام وهو أحد الأحياء التابعة للمديرية.
ونتيجة للمخاوف فقد اجتهد معظم الأهالي للقيام بحملة للقضاء على الكلاب حتى المتواجدة في الأحياء, لظنهم أن هذه الطريقة وقائية, فضلاً عن إعلان إجازة, وتوقفت الدراسة لمدة يوم أو يومين وإلزام المواطنين بالمكوث في المنازل لتلافي مخاطرها آنذاك.
وبالمناسبة فإن من ضحايا الكلاب المسعورة في ذلك الحي طفلة في السادسة من عمرها عضها الكلب في الكتف, ولشراسته لم يفلتها حتى أجهز عليه المنقذون, كما زعم الشهود.. والضحية الأخرى شاب تفاجأ بأحدها فانحنى لالتقاط حجراً بهدف إخافته, إلا أنه باغته بعضة في الرقبة.
ولا نعلم إن كان هؤلاء فقط هم الضحايا, أم أن هناك حالات أخرى تم التكتم عليها وآثروا الصمت وربما لم يتم إسعافها حتى اللحظة ربما بسبب الظروف المادية وربما نتيجة لعدم الوعي بالمخاطر التي قد تسببها.
الجدير بالذكر هو تأكيد شهود العيان وإجماعهم بأن هذه الكلاب جاءت إلى المديرية بفعل فاعل, حيث بدا جلياً كما زعم الذين رأوها أنها ليست من الكلاب الضالة المألوفة لهم وإنما نوعية مختلفة رجحوا أنها وكما دلت بأنها من مناطق باردة ونفوا تماماً أن تكون من المناطق الساحلية وقد تم التخلص من واحد منها فقط في حين اختفت البقية ولم يجدوا لها أثراً في الحي, ما عزز الذعر والمخاوف في نفوس العامة، حيث ما يزال خطرها قائماً على بقية الأحياء.
بقي في الأخير التأكيد على أهمية تناول اللقاح للحالات التي أصيبت بالداء وتفعيل دور مكاتب الصحة للقيام بواجبها وتحمل المسؤولية والتوعية بخطورة الإهمال واللا مبالاة في التعامل مع هذا الداء القاتل.
عفاف سالم
الكلاب المسعورة ومخاطرها المحتومة 1239